فَرَسِي وسَيفي فَارَقَانِي - عبدالعزيز جويدة
سَأظَلُّ مَدْفونًا هُنا حتى النِّهايةْ
                                                                    الضَّوءُ يَخْبو .. ثُمَّ يَخبو
                                                                    ثُمَّ يُسْدَلُ ألفُ سِتْرٍ
                                                                    فوقَ أحداثِ الرِّوايَةْ
                                                                    فَرَسي وسيْفي فَارَقاني
                                                                    أعلنا العِصْيانَ لي
                                                                    هَذي شُعُوبُ المُبصِرينْ
                                                                    قدْ تَوَّجوا عِمْيانَهُمْ
                                                                    فَجَرَ العُماةْ ،
                                                                    وازْدَدْتَ يا طُغْيانَهُمْ
                                                                    أنا لَستُ مَسحوقًا فَحسبْ
                                                                    أنا دَاخِلي حَربٌ
                                                                    وما بَيني وبيْنَ النَّاسِ حَربْ
                                                                    يا أيُّها النهرُ الذي
                                                                    أكَلَ السَّواحِلَ ذَاتَ يومْ
                                                                    أكَلَ المنابِعَ ، والمَصَبْ
                                                                    أنا قد أتيتُ ودَاخِلي
                                                                    ظَمأٌ شَديدٌ ،
                                                                    داخلي شَوقٌ
                                                                    وَحُبْ
                                                                    يا أيُّها النَّهرُ العنيدْ
                                                                    لِمَ تَمنحُ الغُرَباءَ ماءَكَ
                                                                    ثُمَّ تَبخَلُ عِندما كَفِّي تُمَدْ
                                                                    كُلُّ الذي أعطيتُهُ يومًا بِمَحْضِ إرَادَتي
                                                                    صَعْبٌ يُرَدْ
                                                                    حُزني بلا حَدٍّ ؛
                                                                    لأنِّي كُلَّما
                                                                    قد جِئتُ مَفتوحًا ذِراعي
                                                                    ألْقَى بَديلَ الحُبِّ صَدْ
                                                                    أنا لسْتُ في حِلٍّ مِنَ القيدِ الذي قيَّدْتَني
                                                                    إنْ حُلَّ قَيدٌ من يدي
                                                                    فَبِداخِلي مِليونُ قَيدْ
                                                                    شُدِّي على أيدي أسيرِكِ
                                                                    يا بلادَ القهْر ِ.. شَدْ
                                                                    جُرحي مِنَ الأعداءِ جُرحٌ واحِدٌ
                                                                    أمَّا الجِراحُ مِن الأحِبَّةِ لا تُعَدْ
                                                                    إنِّي أسيرُكِ يا بِلادًا كُلَّما
                                                                    أسْقَيْتِني صَابًا ، ومَوتْ
                                                                    فَأقولُ : عَلَّ الصَّابَ يَغدو
                                                                    مَرَّةً في العُمرِ شَهدْ
                                                                    ماذا سَأفعلُ يا بِلادًا
                                                                    لا تُفارِقُ أعيُني ؟
                                                                    ماذا سَأفعلُ !
                                                                    دَاخِلي جَزْرٌ وَمَدْ
                                                                    كُلُّ السَّواحِلِ خاصَمتْكِ .. سَفينَتي
                                                                    طُوفانُ نُوحٍ قدْ أتى
                                                                    ما عَادَ مِن لُقْياهُ بُدْ
                                                                    إنِّي لأَصْرُخُ في البَرِيَّةِ كُلِّها
                                                                    لَكِنَّ فَرْدًا لا يَرُدْ