مِنْ أيِّ صَوْبٍ يا رِياح - عبدالعزيز جويدة

(1)
مِن أيِّ صَوْبٍ يا رِياحْ !
من أيِّ صَوبٍ
سَوفَ تأتيني الرِّماحْ ؟
ثَاوٍ على جُرحي ، وقلبي نازِفٌ
ومُكَلَّلٌ بالشَّوكِ أَلْبَسُهُ وِشاحْ
ضَمِّدْ جِراحَكَ في جِراحي عَلَّها
في ذاتِ يَومٍ قد تَكُفُّ ..
عَنِ النُّواحْ
واعلَمْ بأنَّ الحُلمَ راحْ
واعلَمْ بأنَّ جَميعَ ما في الأرضِ
أصبح مُسْتباحْ
واعلمْ بأنَّ عُروبتي
من بَدْئِها لِختامِها
كانتْ مِزاحًا في مِزاحْ
(2)
بالأمسِ كانَ الوَعدُ .. كانْ
وَعَدُوكَ يا وَطَني المُهانْ
بالأمنِ أحيانًا ، وحينًا ..
بالأمانْ
يا لَيتَني قد كنتُ يومًا أستَطيعْ
أنْ أجعلَ الأشواقَ في أرضي ..
فُؤوسْ
وأُحيلَ أحلامي كُؤوس
وأشُقَّ نَهرًا للإرادةْ
وأوزِّعَ الماءَ الذي ..
يُحيي النُّفوسْ
كَي لا تُهانَ وتَنحني ..
تِلكَ الرُّءُوسْ
(3)
قُلْ لِي وَربِّكَ يا أخي
هل بعدَ هذا الموتِ بَعْثْ ؟
صِرنا لماذا أمَّةً تُجْتَثْ ؟
أنا لا أظُنُّ بأننا
يَومًا سَنُبعَثُ مَرَّةً أخرى
لِنُصبحَ خَيرَ أُمَّةْ
الآنَ نَطلُبُ لو غَرسْنا الحُبَّ
مَرَّاتٍ ومَرَّاتٍ ..
ولا يَكفي المَسيحْ
كي يُوقِظَ الحُبَّ الذي فينا خَبا
كي يُوقِفَ القلبَ الكَسيحْ
وعَقيدَةً فَلَتتْ عَزائِمُها
فأينَ "مُحَمَّدٌ" ؟
إنِّي لأسمعُ صَوتَهُ ..
قد زَلزلَ الآنَ الضَّريحْ
تُومِي يَداهُ إلى عُمَر
هذا أبو بَكْرٍ يُنادي جُندَهُ
ويَجيءُ صًوتٌ عاصِفٌ كأزيزِ رِيحْ :
الرِّدَّةُ الكُبرى أتَتْ
وتَفكَّكتْ ،
وتَقاسَمَتْ ,
وتَناحَرَتْ ..
تِلكَ التي كانتْ تُسمَّى خيرَ أمَّةْ
قُمْ يا عُمَرْ واحمِلْ سُيوفَكَ
مَرَّةً أخرى
واجمَعْ شَتَاتَ المسلمينْ
قُمْ يا عُمرْ
واحملْ سيوفَكَ
ثُم صَلِّ لِمَرَّةٍ أخرى
وحرِّرْ بَيتَ مَقْدِسِنا الأمينْ
قُم يا عُمر
أشْهِرْ سُيوفَكَ
في وُجوهِ المُعتدينْ
والتِّينِ والزيتونِ والوَطَنِ الحزينْ
مِن بَعْدِ سَيفِكَ يا عُمر
ما عَادَ للأعرابِ دِينْ