ليالي بغداد الحزينـة - خالص عزمي

ذات خميس صيفي .......
كنا نسير من الاولمبي عصرا ؛ نحو الكورنيش
فنخوض في عشب زمردي يداعبه سحر النسيم ؛
والشمس في رحلة المغيب ؛ حيث تتعانق تشكيلاتها
انسجاما مع الوان البرتقال ؛ والليمون والتفاح الاحمر ..
وعلى كتف أخضر ينحدر نحو ساحل دجلة
؛ نتهادى مع اسر فنتمتع بكركرات اطفالها .....
ألامسية تصافح وجوهنا ... و عطرها يعبق
فنسبح في شذاه ونداه ...
ونجري خلف منتهاه
وما زلنا نخوض في العشب ...
< الجراديغ > تعانق موجات حنونة قادمة آيبة
تمنحناالأمان ؛
ويغذي خيالنا المجنح ما يهب على اسماعنا
من موسيقى وغناء
< اللامي ؛ والصبا ؛ والرست ؛ والحجاز ...>
الوافدة من زوارق تحمل احفاد ابي نؤاس
وهي قادمة نحونا.. .
رويدا ...رويدا .
الشواطيء على جانبي دجلة مليئة بشعل متوهجة
تتوسط اقواس < المسكوف > ....
من سمك < البني و الشبوط والجطان >
وعلى أطراف السواحل ؛
مزارع بدائية من اللوبياء ؛ والخيار ؛ والريحان
تحرسها عيون الانوار المتلألأة المطلة عليها ...
والسماء صافية الأديم .... مطرزة بنجوم مرحة
تتقافز وتتعانق في جو من الالفة والتواصل
أما الحرية...
فانها تغمر كل حبة رمل من الشاطيء ....
المنسجم مع الحان شرقية ...
كريمة النسب ؛
عفة التغريد .
هكذاكانت بغداد ؛
وهكذا كنا ايامها في نعمة من الدعة والاطمئنان .
و اليوم وروحي تحاول أن تهيم تذكرا
ولتعيد تواصلا مع ذلك الكورنيش
ولتخوض تخيلا في ذات الاعشاب السندسية
فتنكفأ خآئبة حسيرة ....
حبث لا تجد امامها غير الدماء الزكية
وهي تصب البرآءة
في ذلك النهر الصبور ...دجــــــــــــلة
الشاهد الحي على هذه المجازر الهمجية
هنا ....تعود الروح المنهكة ادراجها
( كوحشة المصدور في ليل السعال ) .....
حزينة ؛ كئيبة مكسورة الجناح ؛ وهي تردد..
مع الشاعر العظيم شوقي :
والنواسي والندامى ؛ أ منهم
سامر يملأ الدجــــــى او ناد ؟
***
جمر الألم .......
دمعة تجــري وأخرى انتظرت
أي حزن ســـــــــــاقها للكــــدر
هل ترى فجــــرها عن ألــــــم
عالـــم الروح وســر القـــــــدر
تتعااـــــى مثل ريـــــح حاصب
أو تراها وقـــــدة المستـــعــــر
هي والنفس عشيقان ســـــــرى
بهما أمـــس عميــــق العبـــــــر
انها في القلـــب جمــــــــرالالم
وجواب العين فيض المطـــــر
هو في جوهره يبـــــــكي دما
وهي في تسكابها المنهمــــــــر
ايه بغـــداد .. فكم مرت على
أرضك المعطاء خيل التــتـر
ووحوش البطش قد ولت وما
خلفــــــت غير سخــــام الأثر
فصمود الشعب لا يدحـــــــره
مقبض الجبن وسيف الـــخور