محوتِ الليلَ ناصعة َ الْجَبينِ - علي الجارم

محوتِ الليلَ ناصعة َ الْجَبينِ
فكنتِ بشائِرَ الصبحِ المبينِ

وأرسلتِ الصحائفُ منك نوراً
ففرّ الشكُ من وَضَحِ اليقين

وكان الحقُّ مذءوماً سجيناً
فحطّمتِ القيودَ عن السجين

وكنتِ صحيفة َ الأبرارِ حقّاً
تلقّتكِ الكنانة ُ باليمين

سوادُ مِدادك اللَّماحِ سِحرٌ
تمنّت مثْلَه سودُ العيون

أثيري التربَ عن حقٍّ مُضاعٍ
فقد طال المُقامُ على الدفين

ومُدّي الصوتَ صخّاباً جريئاً
فمعنى الموتِ من معنى السكُون

وذودي عن حمَى الوطن المفدّى
وردّي حرمة َ الحقِّ المصون

وصولي صولة َ الرئبالِ يعدو
على من حام من حوْل العرين

فنحن الآنَ نحيا في زمانٍ
تنكَّر للضعيفِ المستكين