قد قرأنا الحياة َ سَطْراً فسطراً - علي الجارم

قد قرأنا الحياة َ سَطْراً فسطراً
وشهِدْنا صروفَها ألوانَا

ورأينا المِقْدَامَ يسمو إلى الع
زِّ ولا يرتضي النجومَ مكانا

ولمحنا بِجانبَيْهِ أُناساً
قُتِلوا ذِلّة ً وماتوا هوانا

إنَّما المَنْصِبُ الكريمُ بمن في
ه وليس القنَاة ُ إلاّ سِنانا

لاتَزينُ العقودُ جِيداً إذا لم
يَكُبالحسن قبلها مُزادنا

قد حبسنا المديحَ عن كل مُسْتا
م وأجْدِرْ بشعرنا أنْ يُصانا

رُبَّ دُرٍّ لاقَى من الصدرِ دُرّاً
وجُمانٍ في النّحْرِ لاقى جُمَانَا

لو مدحنا من لا يَحِقُّ له المد
حُ لوَى الشعرُ رأَسه فهجانا

الرسولُ الكريمُ أنطق حَسّا
ناً ولولاه لم يكْن حَسّانا

وابنُ حَمْدانَ لقَّنَ المتنبِّي
غُرَرَ المدحِ في بني حَمْدانا

يصدُق الشعرُ حينما يصدُق النا
سُ فيشدو بمدحِهم نَشْوانا

وإذا عزّتِ المكارمُ ولّى
مُطِرقَ الرأسِ واجماً خَزْيانا

ومضَى يشتكي الزمانَ ويبكي
دارساتِ الطُلولِ والأْظعانا

فإذا شئتَ أن أكونَ زُهَيْراً
فأَعِنِّي وهاتِ لي ابنَ سِنانا