فرار - علي فريد
يا ومضَ قافيتي ويا ومضي
بَعضِي يَفِرُّ الآنَ مِن بَعضِيِ
نَبضِي يَجوسُ خِلالَ أوردتي
وَتكَادُ تَخنقُ أضلُعي نَبضِي
كُلِّي بلا معنى ، يشوهني
طُولي ، ويُنكِرُ قَامتي عَرضِي
أنا رافضٌ عَصري ، ومِن عَجَبٍ
أنَِّي أعِيشُ على سَنا رَفضِي
أنا قَبضُ ريحٍ ، كُلُّ فلسفتي
أنِّي بغيرِ إرادتي أمضي
***
يا فيضُ من أين التفتَ ترى ِ
سداً، فأين تفيضُ يا فيضي؟
هذى الحروف النازفات أسىً
ولظى ،لأيِّ عَوالمٍ تُفضي؟
أطعمتها سُهدي ، وتطعمني
جُوعي فلا تَرضى ، ولا تُرضي
ماذا يفيد الشعرُ في زمنٍ
مُرٍّ ، على حُريتي يَقضي؟
***
يا دَهرُ أنت مُجَرِّحِي، وأنا
جُرحٌ على آلامهِ يُغضِي
أركَضتَني قَسراً ، ومن عَجَبٍ
كُل الدروبِ تَعَشَّقت رَكضِي
والآن في المنفى يفلسفني
تيهٌ ، ويَمضغُ جَبهتي خَفضِي
يا غُربَتي أصبحت ِلي وطناً
وتَغَرَّبت في داخلي أرضي