قلوب الشعراء - علي محمود طه

الشاعر: ظلمت الفنون و أربابها
و ما كنت حوريّتي ظالمه

قلوب تلذّ بتعذيبها
غرائز عاتيه عارمه

ترنّحها سكرات الهوى
و توقظها الفتن النّائمه

صحت من خمار ملذّاتها
تعنّف أهواءها الآثمه

ألا ما لأختيك ؟ ما تبغيان ؟
أقلبي و الخنجر المنتضى ؟

خذاه ! اقتلاه ! و لا ترحماه !
فليس له بعد أن ينبضا

أذيقاه ما شئتما و اغرسا
به الشّر ملتهبا مرمضا

فلن تنبتا فيه إلاّ السّلام
و الحبّ.. و الزّهر الأبيضا !

إناء من النّور طافت به
يد الحبّ غارسة الزّنبق

تغاديه شادية في الدّجى
و راقصة في الضّحى المشرق

بأجنحة كرؤى الخالدين
لغير الصّبابة لم تخفق

و قلبي من قدح في السّماء
و نبع الآلهة يستقي !!