الفن الشهيد - علي محمود طه
تاييس : صفي لي بليتيس هذا الأمل
و ماذا ابتدعت له من حيل !
بليتيس: أدلّة هذا الفتى بالجمال
و أسمعه من رقيق الغزل
و أورثه جنّة بالرّحيق
و أحرمه رشفات القبل
إلى أن تحرّق أعصابه
و يصرعه طائف من خبل
و أحفر بعد الرّدى قبره
هناك على قمة الهاويه
و أغرس في قلبه زهرة
من الشّر رواية ناميه
سقتها سموم شرايينه
و رفّت بها روحه العاتيه
تخفّ إليها قلوب الرّجال
و ترجع بالشّوكة الدّاميه
إذا جنّها اللّيل لاحت به
كعين من اللّهب المضطرم
تثور الشّياطين من عطرها
كمجمرة السّاحر المتلثم
تضجّ البلاهة من حوله
و ينظر كالصّنم المبتسم !
تاييس: هبي الشعر أولاك من ملكه
سماء الألوهة ذات البروج
و نصّ المعاني عن جانبيك
فمنها السّرى و إليك العروج
فما تصنعين إذا ما بعثت
واحدة من بنات الزّنوج
ألم تقرئي قصّة السّامريّ
و ما صنع القوم بعد الخروج ؟