زهراتي - علي محمود طه
طال انتظاري و مضى موعدي
و أنت مثلي ترقبين المساء
كم لك عندي في الهوى من يد
يا زهراتي أنت رمز الوفاء
***
يا زهراتي ويك لا تسأمي
و لا يرعك الزّمن الدائر
لا تطرقي و ابتهجي و ابسمي
عمّا قليل يقبل الزائر
***
عما قليل سوف تلقينه
أجمل ما تصبو إليه العيون
يطرق بابي معلنا أنه
كلّ اصطبار في هواه يهون
***
أقول : هل أبطأ في خطوه
أم هل ترى أخطا ميعاده
أم ضلّلته و هو في لهوه
أرجاء حيّ قبل ما ارتاده
***
تعللي مثلي و قولي : لعلّ !
ام أنت لا تدرين سرّ الغرام
ما أنت إلا بسمات الأمل
إن خيّم الصّمت و ساد الظّلام
***
كم أخوات لك شاطرنني
فجر لقاء رائع المطلع
و كم مساء فيه سامرنني
و بتن فيه ساهرات معي !
***
يا حينها فيهنّ من زهرة
ظنّت جفوني بالكرى مثقلات
مسّت جبيني و هي في حيرة
كأنّما توقظني من سبات
***
ساهرة تخفق أوراقها
على فمي آنا و آنا يدي
كأنّ أشواقي أشواقها
أو أنّها صاحبة الموعد !
خلا بنا يا زهراتي المكان
و زايل الشّرفة ضوء القمر
أليلو ما مرّ ؟ أم ليلتان ؟
إبقي معي حتّى يلوح السّحر
***
سألتك الحبّ و عهد الوفاء
يا زهراتي لا تملّي البقاء
ما زال عندي أمل في اللّقاء
و إن مضى اليوم و حلّ المساء
***
خلف زجاج الباب طيف سرى
يدنو إلى بابي من السّلم
خفّ له قلبي و ما صوّرا
غير ذراعي شبح مبهم
***
أظلّ أرنو نحوه مرهفا
سمعي و ما يكذّبني ناظري
يا حسرتا ما لاح حتّى اختفى
و زال مثل الحلم العبر
***
و كم خطى أحسستها في دمي
أقول قد جاء و هذي خطاه
أصغي و أحصي درج السّلم
لكنّه يمضي و ينأى صداه
***
يا زهراتي كم حديث لنا
عن موعد في ليلة أو نهار
يعجب من كلّ ما حولنا
أما سئمنا بعد طول انتظار ؟
***
ناشدتك الحبّ فإن تؤثري
جدّدت أسمارك في مخدعي
فانسي مواعيد الهوى و اذكري
أيّ في الحبّ لم يخدع !