من وحي الجسد - علي محمود طه
كم ليلة حمراء خلت ظلامها
يد مارد سلّت خضيب حسام
و كأنّ كلّ سحابة في أفقها
شبح الخطيئة فوق عرض دامي
و كأنّ أنجمها نوافذ حانة
شرب الدّخان بها بريق الجام
و كأنّ أنوار المدينة تحتها
سرج الغواية في طريق حرام
همد الهواء بها فجهد حراكه
هبوات نار في نفيث قتام
و كأنّما اختنق الفضاء فكلّ ما
فيه صريع أو وشيك حمام
ألفيتني جسدا تسارق روحه
قبل عواصف ضرّجت بأثام
أجتاحها ة أضجّ من لذعاتها
فكأنّها بدمي نقيع سمام
و على يدي مسمورة مخمورة
ألتذّ كالمقرور حرّ ضرام
متضائل الأفكار مهدور القوى
متزايل الأهواء و الأحلام
هي من ترى ؟ هي هنّ ، هنّ جواذبي
بأنيق ثوب أو رشيق قوام
الشّاردات العائدات من الضّحى
الطّاردات وراء كلّ ظلام
هنّ اللواتي إن صحوت فأنّني
منهنّ طالب مهرب و سلام
أخمدت فوق شفاههنّ شبيبتي
و ذبحت بين عيونهنّ غرامي !