النعامة المرعوبة - خالص عزمي

( ان هم كالانعام بل هم أضل سبيلا )
***
هي تنظر الى الدقيقة الاخيرة من عمر الزمن
دقت الساعة ؛ ومضى عام
وهاهو اليوم الاول من العام الجديد ؛
ولم يتحقق ما وعد به ذلك المنجم...المشعوذ ... الافاق :
- -(- ان الرعب سيغادر آخر ما تبقى لك من ضمير -)-
-
ومر عليها اليوم الثاني
وكابوس ما اقترفته ...
بحق مأواها ومنبت خيرها
يطاردها من مرعى ؛ الى غابة ؛ الى كهف مظلم
...
لم تعد تلك القلاع المحاطة بخضرتها
ولا القصورالغافية على ضفتي دجلة
التي طالما منت النفس بها
ولا حتى الدروع التي جاءت عبر المحيطات
قادرة على حمايتها من الغول القابع في دواخلها
انه يأكل أحشاءها الفاسدة وحسب.
***
حملت اثقالها وأوزارها
وفرت نحو صحراء الذات
المعفرة بالدنايا والمخازي
فسمعت أصوات الشؤوم
بأذنين من سقط الرذيلة
دفنت رأسها برمال الخطيئة
علها تتخلص من دوي مطارق التأنيب
لكن لاشيء تحقق البتة
هنا أدركت
ان العلة ليست في السبب
وانما في أعماق الذات