خمرة نهر الرين - علي محمود طه
كنز أحلامك يا شا
عر في هذا المكان
سحر أنغامك طوّا
ف بهاتيك المغاني
فجر أيّامك رفّا
ف على هذي المحاني
أيّها الشّاعر ، هذا الرّ
ين ، فاصدح بالأغاني
كلّ حيّ و جماد ههنا
هاتف ، يدعو الحبيب المحسنا
يا أخا الرّوح ، دعا الشّوق بنا
فاسقنا من خمرة الرّين ، اسقنا
عالم الفتنة يا شا
عر ؟ أم دنيا الخيال ؟
أمروج علّقت بيـ
تن سحاب ، و جبال ؟
ضحكت بين قصور
كأساطير اللّيالي
هذه الجنّة ، فانظر
أي سحر و جمال ؟
يا حبيب الرّوح يا حلم السّنا
هذه ساعتنا ، قم غنّنا
سكر العشّاق إلاّ أنّنا
فاسقنا من خمرة الرّين ، اسقنا
ليلة فوق ضفاف الرّ
ين حلم الشّعراء
أليالي الشّرق يا شا
عر ؟ أم عرس السّماء
الدّجى سكران ، و الأنـ
ـجم بعض النّدماء
أنصت الغاب و أصغى الـ
ـنّهر من صخر و ماء
فاسمع الآن البشير المعلنا
حانت اللّيلة ، و الفجر دنا
فاملإ الأقداح من هذا الجنى
و اسقنا من خمرة الرّين ، اسقنا
هاهم العشّاق قد هبّـ
ـوا إلى الوادي خفافا
أقبلوا كالضّوء أطيا
فا و أحلاما لطافا
ملأوا الشّاطئ همسا
و البساتين هتافا
أيّها الشاعر ! هذا الرّ
ين ! فاستوح الضّفافا
الصّبا و الحسن ، و الحبّ هنا
يا حبيبي هذه الدّنيا لنا
فاملأ الكأس على شدو المنى
و اسقنا من خمرة الرّين ، اسقنا !
يا ابنة (الار) حديث الـ
أمس ما أعذب ذكره
كان حلما أن نرى الرّ
ين و أن نشرب خمره
و شربنا فسكرنا ،
و أفقنا بعد سكره
و وقفنا لوداع ،
و افترقنا بعد نظره
أين أنت الآن ؟ أم أين أنا ؟
ضربت أيدي اللّيالي بيننا !
غير صوت طاف كالحلم بنا :
إسقنا من خمرة الرّين ، اسقنا