تحية و اعتذار - علي محمود طه

هنّات باسمك تحت الشّمس أحرار
يندى هواك على هامتهم غارا

دمشق ! يا بلد الأحرار ، أيّ فتى
لم يمتشق فيك سيفا أو يخض نارا

ذودا عن الوطن المعبود ، من دمه
للمجد يبنيه آطاما و أسوارا

زكت أميّة في أعراقه و جرت
دما يروّي الثّرى أو يغسل العارا

عيد الجلاء أسمّيه و أعرفه
يوم تبارك أنداء و اسحارا

جلا الشّرق ليل البغي حين جلا
عروبة فيك تلقى الأهل و الدارا

لولا مصاب دهى الوادي فشبّ به
نارا و هاج النسيم العذب إعصارا

و روّع الأمة الغلباء في رجل
شدذته قوسا و سلّت منه بتّارا

من النوابغ أعمارا إذا قصرت
مدّ النبوع لهم في الخلد أعمارا

أحرار مملكة في الرأي ما أثموا
سمّاهمو الغاصب الظّلاّما ثوّارا

ثاروا على القيد حتّى انحلّ ، و اقتحموا
على الطواغيت حصن الظّلم فانهارا

لولاه كان إليك البرق راحلتي
أطوي به الجوّ آفاقا و أقطارا

و جئت فيحاذ أزجي الشّعر مفتقدا
تحت الصفائح مقداما و مغوارا

و المفتدون ، شراه الخلد ، قل لهم
ما ينظم المدح ألحانا و أشعارا !

***