لحن من فينا - علي محمود طه
في اهتزاز العصب الثّا
ئر و الرّوح المعنّى
طالعته بالهناء الـ
ـلّيلة الأولى فغنّى
و رأى من حوله الأر
ض سلاما فتمنّى
ليس يدري ، أشدا من
فرح أم ناح حزنا
قلت : من أيّ بلاد ؟
قيل : لحن من فيّنا !
يا فينّا سلسلي الأنغام سحرا
في حنايا النّفس لا جوّ المكان
أو حقّا أنت ذي ؟ أم أنت ذكرى
أم رؤى تمرح في دنيا الأغاني
و بنان هزّت الأوتار سكرى
أم شفاه لمست روح الزّمان ؟
***
يا فيّنا جدّدي الآ
ن مسرّات اللّيالي
روحك الرّاقص لم يحـ
ـفل بأرض و قتال
طربا ما زال يشدو
بين موج و جبال
بأساطير ، و أحلا
م ، و فنّ ، و خيال
هو روح النّفم الها
ئم في دنيا الجمال
***
يا فينّا هل على غا
بك للشّمل اجتماع
أم على فجرك ناي
فيه للرّاعي ابتداع
أم على أفقك من نو
ر العشيّات التماع
أم على مائك تحت الـ
ـلّيل للحبّ شراع
آه من أمس ! و ما جـ
ـرّ على النّفس الوداع !
***
يا فيّنا أسمعي الدّنيا و هاتي
قصّة الغابة و الفلس الكبير
أين الذّنوب شدو الذكريات
و صدى العشاق في اللّيل الأخير
رحلوا عنك بأحلام الحياة
غير قلب في يد الحبّ أسير !