الكيد العظيم - علي محمود طه
لنا الكيد إن خذلتنا القوى
أحابيل شتّى و فنّ عجاب
نلقاه عن ملكات الزّمان
أقاصيص لم يرو عنها كتاب
و قد نستعير صفاء النّمير
و قد نستمدّ صراع العباب
و قد نسحب اللّيل فوق القلوب
ونغري العيون بقوس السّحاب
نساقطهم من غواياتنا
أزاهر تندى بماء الشّباب
إذا لألأت فوق موج الشّعور
أثارت بهم ظمأ للسّراب
بألوانها الحمر جمر الغضا
و في نفحها لفحات العذاب
هو الفنّ لا ترتوي روحه
بأشهى من الأرجوان المذاب
هو الحسن فتّاننا العبقري
هو الحبّ سلطاننا القاهر
ممثلهم .. لعبة في يديه
و مثالهم إصبع فاجر
و ألحانهم . من فحيح العروق
يصعّدها الوتر السّاخر
ورسّامهم. صنم مبصر
فأن جمعوا فهم الشّاعر !
قلوب مدلّهة بالجمال
ترى فيها معبودها الملهما
هو الرّجل القلب ، لا غيره
فأودعنه القبس المضرما
أنمن به الشّرس المستخفّ
و أيقظن فيه الفتى المغرما
إذا ما اقتحمتنّ السّياج
فقد خاضع الكون و استسلما !
سافو: و لكن حذار ! ففي طبع
ليان يسمّونه بالوداعه
و فيهم جراءة مستأسدا
تحدّى المنيّة باسم الشّجاعه
تاييس: و همت، فذلك هزل الرّجال
و فنّ أجزنا عليهم خداعه
نذيب به صلب أعصابهم
و في رقّة العود سرّ المناعه