في السماء - علي محمود طه

سافو:عجيبت ! من الملك العابر !
و من ذلك الشّبح الطّائر ؟

أهلا علينا فما سلّما
و لا صافح النّاظر النّاظر

و للرّيح حولهما زفّة
كما صدح المزهر السّاحر

أفي عالم الأرض بعث جديد ؟
أم الوهم مثّله الخاطر؟

تاييس : نعم هو روح جميل الإهاب
ينيل الرّياح جناحي ملك

و ذلك هرميس يسري به
سرى النّور في سبحات الفلك

عرفناه...لا شكّ...هذا الفتى
سيسلكه الفنّ فيمن سلك

غدا تملأ الأرض ألحانه
و يبقى صداها إذا ما هلك !

بليتس : إلى الأرض ؟ فليمض هذا الشقيّ
ألا و لتفض كأسه بالشّجون

جزاء لما غضّ من أمرنا
و مرّ كأن لم تلاق العيون

أراه و لمّا يزل بيننا
أصابته لوثة أهل الفنون

لئن صحّ ما كان من أمره
فيا شقوة الأرض ممّا يكون !

تاييس:حنانك يا أخت لا تغضبي
فما اختال زهوا و لا استكبرا

لقد كفّ عينيه برق الحياة
فمرّ بنا دون أن يبصرا

لنا مثله في غد عشية
إذا ما حللنا رحاب الثّرى

إذا كان في الأرض هذا الشّقاء
فلا كان بعث و لا قدّرا

بليتس: أرى في حديثكمعنى الرّضا
و أسمع فيه هتاف الحنان

فهلاّ ذكرت له إخوة
حديثهم ملء سمع الزّمان

أصاروا الفنون رمز الآثام
و استلهموا الشّر سحر البيان

و أغروا بحواء ما لقّنوا
و ما حذقوا من طريد الجنان !

ألم تسمعي بفتى شاعر
يحمّلها عبء أوزاره ؟

ترشّفها خمرة فانتشى
فألقمها مرّ أثماره ؟

أنالته أجمل أزهارها
فأهدي لها شرّ أزهاره ؟

إذا كنت يا أخت لم تسمعي
خذي فاقرأي بعض أشعاره..!