عودة - علي محمود طه
هرميس: سلام لكنّ عذارى السّماء
................................
الحوريات : ....................
سلام لهرميس روح الإله
هرميس : أرى ومضة الشّر في جوّكنّ
و أسمع صوتا كأنّي أراه
يلاحقني في رحاب السّماء
و يرتجّ في مسمعي صداه:
لقد فارق البشر غرّ الوجوه
و شاع الذّبول بورد الشّفاه!
الحوريات : أجل أيّها الملك المجتبى
صدقناك فاغفر عذاب الضّمير
لقد مرّ كالطير من قربنا
فتى في رعاية ربّ خطير
رآنا فأعرض عنّا و لم
يحيّي السّماء بروح قرير
تخايل عجبا بأوهامه
و أمعن في شرّه المستطير
هرميس: ظلمتنّ هذا الغلام البرئ
وقد غضّ من ناظريه الجذر
أهلّ بقلب كفرخ القطا
يرفرف تحتّ جناح القدر
رآكنّ فيه و حيّا به
فلم أدر حاجته للنّظر !
الحوريات : و كيف تكلّم قلب الفتى
و ما هو إلاّ سليل البشر ؟