دنيا النسّاء - علي محمود طه
أيغريك بالحب سود اللّحي
غلاظ الشفاه . العراض الطّوال !
كأنّ الهوى صنع أيديهم
فمن غيرهم كلّ عيش محال
إذا شئت كان لنا عالم
يحوط الأنوثة فيه الجلال
حمت رقّة الجنس ربّاته
فليس بها حاجة للرّجال !
لكلّ اثنتين هوى واحد
تلاقى على سّره مهجتان
و عشّ يضمهما في المساء
و روض به الضّحى يعبثان
و في ركن خدرهما مغزل
و فوق الأريكة قيثارتان
و تحت الوسادة أقصوصة
لقلبين لم يروها عاشقان
تاييس: و ماذا ترى صنع العاشقان ؟
و ما ذكريات اللّيالي الحسان ؟
حديثك إن لم يكن بدعة
فحلم جرى في قديم الزّمان
و صيحة مخفقة في الهوى
معربدة الرّوح سكرى اللّسان
أعيذ الأنوثة هذا الهوان
و فيها الدهاء القويّ الجنان ؟