مابيننا - عماد علي قطري

"1"
وطني .. وأرضي .. والسماء .. وبحرنا
حق لنا ..
والحق باقٍ في الصحيح ْ
تبّرْ وقل يا ابن الدعية ما تشاء
فإننا لا نرتّضى ذاك الفحيحْ
ما بيننا وطن لنا لا يقبل التقسيم
بين الحق .. والقول الكسيحْ
ما بيننا موت وتضحية
إذا نادى الجهاد فإننا لا نستريحْ
نمضي ونصب عيوننا
نصر لنا .. وشهادة ..
نحيا بها خلدا صبيحْ
إنا نموت ونرتضي جنات ربى
في رُبى الفردوس يوما نستريحْ
ما بيننا ياراحلا ..
ليس الحدود وحاجز التفتيش
وامرأة تصيحْ
ما بيننا يا قاتلا ..
عار احتلال الأرض
في وجه الخنازير القبيحْ
ما بيننا طفل صغير
غَيّبتْ نار "الأبتشي"
بسمة الوجه الصبيحْ
ما بيننا أشلاء أطفال قضوا
مزقتهم ... أسكنتهم ذاك الضريحْ
ما بيننا حرب وأسرى في الفيافي
خنتهم .. قتلتهم .. ودم .. يسيحْ
إني أورث طفلتي كرها يغيظكمو
يحيل سماءكم خوفا .. وريحْ
إني أرسخ في ضمير الطفل أدعية
بها يسمو على الكون الفسيحْ
إني أحفظ طفلتي ـ في كل صبح
آية "لا تحسبن...."
قول صريحْ
"2"
ما بيننا ماضٍ لنا .. ودم لنا ..
لا ينمحي بالحبر في عقد السلام
تبّر قليلا واستشط غيظا وَثُرْ
صدري عنيد فوقه تذوى السهام
تبّر وعاود صولة الغدر التي أدمنتها
الغدر من أيام"سام"
ستون عاما .. لا تساوى ساعة
بدء التباشير اندحار للظلام
ما بيننا تاريخ قصف مظلم
وأب يطالب أهله بالانتقام
ما بيننا ليس الحصار وقطع تيار
وحظر تجول بين الخيام
ما بيننا دم طفلة مقتولة
لم ترتقي ـ يامجرما ـ حد الفطام
ما بيننا ليل بــ"يافا"
شوهت نار "الأبتشي"
بدره عند التمام
ما بيننا دمع وجرح غائر
وإعاقة بصغيرة جرحى تنامْ
ما بيننا برد تسرب للدماء
وخيمة أوتادها هذى العظام
ما بيننا ورق ودفتر طفلة
رسمت عليهم مسجدا ـ فوق الغمام
ما بيننا وعد ـ من الله العليَ
بنصرنا وجناننا تحت الحسام
وعدي من الله العليَ
ووعدكم كذب ..
وتدليس وزيف .. وانتقامْ
ما بيننا قرآن ربى صادق
يحكي عن الغدر المؤصل في اللئامْ
وحديث أحمد
يذكر الفسطاط في أرضي
وجند النصر
من يَمَنٍ .. وشامْ
ما بيننا عهدٌ لفاروق يحرم أرضنا
سكنى اليهود بها حرام
"3"
ما بيننا ليست تصاريح الدخول
ونجمة .. فوق الجباه مُلَمّعَهْ
ما بيننا قصف توالى فوقنا
وأب يموت .. وطفلة كانت مَعَهْ
ما بيننا حرب وثأر خالد
ليست تصاريح السلام وجعجعَهْ
ما بيننا ثأر ينادى أمتي ـ في كل صبح ـ
كي تقوم وتجمَعَهْ
ما بيننا طفل يموت وألف طفل قادم
فيهم صلاح ومن مَعَهْ
ما بيننا حجر ينادى مؤمنا
خلفي يهودي تعالى فاصرعهْ
ما بيننا صبرا وشاتيلا وقانا
والدماء وشلونا من مَزّعهْ
ما بيننا يا قاتلا
شلوٌ ينادى شلوَهُ الملقى هناك
ليجمَعَهْ
ما بيننا قبح الوداع ودمعة
في عين طفل مات يوم الموقِعَهْ
مات الصغير .. ولم يكن جُبنا يصيح
وإنما غدرا سلبتم مضجعَهْ
مات الصغير .. تجمدت أطرافه
يوم استبحتم يا كلابا أضلعَهْ
مات الصغير .. وموته عارٌ لكم
سقطت تخاريف السلام ومن مَعَهْ
إنا سنأخذ ثأرنا منكم غدا
نقتص منكم للشهيد بأربَعَهْ .