نبش في ذاكرة فارس قادم - عماد علي قطري

شارداً كان الفؤاد
والليالي عن هوى الأحباب تحكي
عن فتى من أرضنا السمراء يأتي
حاملا في القلب شارة
معلنا صدق البشارة
***
ألقت العرافة السمراء بعضا من حصى
في رملها المسكون عشقا
(عينه اليسرى دروب للرحيل
والمساءات ابتداء في هواه
مزقي الأغلال عن قلب الفتى واتركيه
لا تخافي ..
لن يدوم اليوم خوفك
فالبحار ـ الآن ـ في درب النبوءات نبض
عينه اليمنى تناجي ثورة الحزن الجليل
دندنات القلب فيض
يا ابنة الريح المساءات انحياز للرحيل
والسماوات انهمار بالجلال المرتجي
عشق النماء
فالهوى في مفرق القلب انتصار للتوحد
والأراضين التي افتض الخواء العمر منها
تشتهيه
ينثر الأشواق في الدرب المغيب
يعلن العصيان يمضي
شاهرا فكرا جديدا
ثائرا يمضي صغيرا)
***
لملمت عرافة الحي الرمال المستكينة
أسكنت قلبا لرمل هَدَّهُ شوق الرحيل
وانمحى سيل الخطوط
فاستكان الرمل..
مات
***
النبوءات التي نشتاقها غابت طويلا
والميادين انتظارا تنزوي تحت السنابك
والحقول الناعسات انساب فيها الجدب
أعلى سورة الصمت الكئيب
لا تعارض!
إن علاك الضيم يوما لا تعارض
أحن رأسا حان قطف القلب منها
لا تعارض !!
السماء انساب منها الدمع يحكي
عن هوان لف منا القلب دهرا
لو يثور القلب يذبح
ذبحة بالصمت تتلى
شمسنا تشتاق صبحا لا يجئ
والليالي هدّها البعد المميت
***
ياقصيا عن بلاد هدّها شوق انتظارك
في دم الأحرار بعضا من خصالك
والمدى ينتابه شوق العناق
والشواشي في علو ترقب الفجر الوليد
تجتبيه
سوسنات الحق ترضى
من نسيم الأرض عشقا لا يبالي
إن جفاه النور يوما لا يبالي
والخيول انساب منها
في المساءات الوضاءة
كان للنيل المجافي أرضنا يوما بداية
تذكر الأيام في فخر قيامه
يوم سار الجدب في تيه
يميت الأرض والبطن الخصيب
فاض نيل الأمنيات المشتهاه
أغرق الزيف انتقاما للمساءات السعيدة
يا قصيا..
هذه الأرض انتظارا تنزوي تحت السنابك
والسنابك!!
في ظلام الليل تغتال القلوب
والقلوب اعتادها خوف كئيب
***
في رحاب الأمنيات انساب صوت
(يا هلي..يا هلي..)
فافتح الباب الشجي
واسكن القلب الحنين
أكرم القوم اشتياقا
فالمساءات انطلاق
واسكب الدمع انحيازاً
للمساءات السعيدة
(يا هلي..يا هلي..)
***
في بيوت تسكن الوجد الموشى بالوضاءة
يولد القلب الذي قد غنت الأحزان
بعضا من سطوره
يولد الفكر الذي تشتاقه الأنسام في ساح القبيلة
والد من طين هذي الأرض جاء
عن أبيه الفارس المغوار يأتي
معلنا بدء الخلود
والسماء انتابها شوق المخاض
أمه المشتاقة الخصب القصي
اعتادها النور البهي
عاد بالأرحام شوق
للتسامي والوضاءة
النماء انساب والأرض اشتياقا تشتهيه
فاض نهر الأمنيات
وانتشى في القلب نبض بالوضاءة
***
في المساء
كان نبت الأرض يزهو والنخيل
جاءت الغربان
ألقت سُمَّها في النهر..
غاض !