مقاطع من مجلس بدوي - عماد علي قطري

مطر .. مطر
والشمس يحجبها الهوى
خلف البدايات الأول
وغروب دوحتنا يباعد في مآقينا الأمل
وشجيرة الصفصاف يقتلها الظمأ
يا راكباً متن الهموم برملنا
الليل مبتدأ الألق
والأرض حبلى بالنبأ
فافتح شبابيك الكلام المنطلق
واكتب على حزن النوارس
حين يبتدئ الشفق:
الليل مفترق الطرق
والنجم يحرس دربنا خلف الأفق
فابدأ مراسيم الهوى
***
يا رفقتي .. ليل سيمضي
ربما فجراً تحدثنا القبيلة عن صغير
عاقر الشعر اشتهاءً فابتدأ
والأرض يقتلها الظماً
قالت : دروب الشعر والأحلام؟
قال : رمالنا ...
والفجر باد في الضلوع ومؤتلق
فالليل مفتتح الألق
قالت : صغيري داعب الحلم الخجول
بموق طفلة رملنا المسفوك فوق المفترق
واكتب على حزن النوارس حين يبتدئ الشفق
الرمل مفتتح الألق
***
يا شيخ أيكتنا
زمان القابعين وراء سدرتنا انتهاء
والحلم في موق الصغيرة ظامئ يشتاق ماء
فاحمل تباريح الصغيرة وارتحل
فنوارس البحر التي ألفت نسائم بحرها
لا ترتضي .. أن تحمل الأحلام في جنباتها وتهادن
***
قالت : دماء البكر يشقيها ارتحالك كالسفن
فالموج حين يلفه الترحال يشقى
يشتهي .. دفء السكن
لا ترتجي من مائك الحضري أن يشتاق
سعف نخيلك المحفور وشماً في البدن
ماء البداوة كالشجن
يسري رويداً ..
في دماء الراحلين على نياق للوطن
ماء البداوة كالوطن
هذي مسامات جسمك في تضاريس الوطن
لغماً يزاوجه القلق
***
هل صافحت عيناك دهشة نيلنا
وذوائب النخل اشتياقاً
تسأل الريح الجموح بربها
عن شاعر شرب المرارة في"حزيران" العدم
هل أنبأتك عيوننا
أن المساءات التي نشتاقها كانت أمل ؟!
هل علمتك الريح أن ترتاح
فوق غبيط ناقتك القلوص
وترتضي ضيما نزل ؟
إني قرأتك في دواوين الهوى
ورداً يداعب مهجتي
ويعيذها من رملها المسفوك أحزاناً .. وهم
إني عهدتك ثائراً سيفاً .. ودم
***
هذي دروب الأمس شوقاً تشتهي
لقياك تحت عريشك المقتول بعداً .. واغتراب
هذا غبوقك لم يزل - في ضرع ناقتنا -
يداري لوعة القلب المسربل بالذهاب
هذي دروب الرمل تشتاق انسيابك
من مساءات الغياب
فابدأ مراسيم الإياب
واترك على درب الإياب عباءة
تنساب في حزن النوارس والغسق
درب إلى حزن النوارس
ينتهي درب عليه المبتدأ