سفر الخروج من بر مصر - عماد علي قطري

هي الريح إن بادأتك انحنى للمساءات
والقابعين اشتياق المزيد
وقل للنجوم التي أجهدتها الليالي
عشيا ستزوي الجراحات يوما
وقل للبنات اللواتي تدق الطبول
اشتياق المخاض
تنام العفاريت خلف النجوم التي تحتمي
بالنسور القديمة
ونور الذي عانقته السماء انتهاء
فهل يثمر الدق ياطفلة المستحيل ؟
وسيفان في مفرق القلب ناما
فسالت دموع الروابي
على مفرق الراحلين اشتياق الضياء
وتلك العصي التي أرهقتنا
تراها تنام اشتياقا
وتنسى تضاريس وجد على جانبينا؟
فهل يثمر الدق يا طفلة المستحيل؟
وتلك المتاريس ملأى
بنار المجوسيّ
والساح حبلى بأعواد موتك
فخذ جمرة وارم بعض البخور
وراقص سحابات عطر شجي
تساقط عليك السماء البعيدة ترانيم صمتك
وقل للصقور التي أجهدتها الليالي
ـ على خدك المجتبى ـ
تأخذ الأسد من فوق صدر المشيب
وتأوي لساح القرود الصديقة
فهل يثمر الدق يا طفلة المستحيل؟
هي الريح قد علمتك اشتهاء الليالي
وقبل انبلاج الوليد استدارت
فثارت .. وقالت:
نئوب اشتياق المساءات فاتبع دروبي
ولا تلق بالا لهذي النجوم البعيدة
فهذي المساءات درب
***
هي الريح إن راودتها الليالي
على سطوة الجدب مالت إليها
فإن المواريث ما علمتها
بأن الأراضين لا تنتمي للضفاف الشريدة
فللنيل حين اغتراب الضفاف انحسار
وللنخل في شاهق الوجد
بعض الترانيم والأمنيات
فهزي إليك..
بجذع النبوءات تسقط علينا بلاد الرحيل
فيا مهجة القلب ..
آليت ألا أبيع الصباحات للدرب إن ينحني
في متاهات عمر كئيب
وقولي..هي الأرض لن تجتبيك
فهل تحمل الآن ـ تاريخ دمعك
وتأوي إلى ثلة الخارجين؟
وهل تركب ـ الآن ـ خيل الأعادي
وتأوي إلي ضفة الروم بعد القطيعة؟
فكل لحم إيزيس واشرب دم النيل
نخب الفداء!!
فإن القرابين ما علمتها الصباحات سفر الوطن
(فليت الفتى من حجر ..)
وليت البلاد التي تشتهي الوجد فينا
تعانى دروب الفجيعة
وليت الفتى من حجر
فإن الحواديت قد أنبأتنا
بأن الشهيد
إذا شفه الوجد يأتي
إلى شاطئ الذكريات المنيعة
فقل للمساءات إن طاردتك الفراشات لا تقتليها
على ضفة الوجد
تأتيك روح البعدين عنك
تجيئين شوق ارتياد الديار التي وشحتها
ترانيم فقد
فيا لمعة السيف مات البريق الموشي
دماء الشهيد
فإن الخنازير قد راقصتها القررود
على جثة وشحتها الليالي
بماء من النيل
قبل انحسار المواجيد
والأمنيات ..