العصايد.. - عماد علي قطري

"إلى د.حسين علي محمد"
*
لم يكن ذات يوم كنسر الفلاة
أو غريباً يدور المدن
كان فلاح وجد
ينير الليالي اشتهاء الحياة
في العيون التي كحلتها المواجيد
نقش الوطن..
نيله والقري.. توتة
والمساكين.. بعض الشجن
شامخاً مثل بأس وريف على ترعة في أجا (1)
في المساء استراحت عصافير وجد على ساعديه
حين ليل سجى
يقبل العاشقون الكثر
بعضهم يصطفي وجه يارا (2)
وبعض وتر
بعضهم يزرع الشمس درباً
ويأوي الشجر
سيد الشعر مهلاً
ترفق لنا
أيها الوجد لا.. لست فرداً
يسير الهوينى ويمضي الزمن
ليس في عرف يارا الوداع
أيها المرتضي كالعصافير قلب الشجر
وحدها ترتمي فوق ظهر المساء
الحكايات والأمنيات
وحده الشعر يبقى الوطن
قد نجا من نجا للوطن
لن تغيب العصافير دهراً
وراء المشاوير تخشى المصائد
وحدها سوف تبقى" العصايد" (3)
سوف تبقى على صفحة الوجد درباً
يشد الخطى..
أو يبث الأغاني بيوم الحصاد
قف بصفصافة الوجد وانقش على جذعها
حاء حب وعين انتماء
متعب كل هذا الحنين
رائع وجه هذا الأمين
أنت وجه الصباح المطير
والندى ـ دمعة العاشقين ـ استراح
أيها الوجه لا وقت عند البنفسج
كي يداوي الجراح
ليس عند الحمام الصباحي غير الهديل
وبعض الشجن
راحلاً فوق صهوات خيل ونار (4)
وحدها أرضنا في المنافي الفنار
وحده النيل يحمي ضياء المسار
يا أجا من يخن خطوة العاشقين المنار
ذكّر القلب صبح الفيافي العريش
صحبة الرمل
خطو الرعاة وراء اخضرار ودار
ماله يخفت الآن صوت الحداء
سيدي.. صوتنا في المنافي.. أجب
ماله؟ ما به القلب عاف الحداء؟
ما لجرح اغتراب دواء
فابدأ الآن لحن الرجوع
يا "ديرب" (5) انهضي..
سوف يأتي كوجه الصباح
ما كسا الوجه زيف المدن
ما انحنى للرياح
لم يكن غير وجه بريء
وقلباً جموحاً علاه الصباح
لم يكن غير فلاح وجد
حدا للحدائق صوت الوطن (6)
___________
(1) * أجا مدينة في الدلتا بمصر.
(2) * يارا ـ ابنة الشاعر ـ يرحمها الله ـ
(3) * العصايد ـ مسقط رأس الشاعر حسين علي محمّد
(4) * الرحيل فوق جواد النار (ديوان للشاعر حسين علي محمّد)
(5) * ديرب ـ هي ديرب نجم بالشرقية ـ سكن الشاعر حسين علي محمّد
(6) * حدائق الصوت ـ ديوان للشاعر حسين علي محمّد