زبرجدة.. - عماد علي قطري

إلى علي الغريب
*
وجه وطن..
والقلبُ أرحبُ من فضاء الأزمنة
هذي دمائي سيدي..
فوق المدائن ترتجي فرحاً بكل الأمكنة..
قل لا تخف.. هذا دمي
والحرف ينحت صدقه
من عمق ما في الأعظم
يا أيها الصوت الشجي كما المساء بقريتي
ـ تلك التي ترتاح في الدلتا وراء الأنجم..
الماء خلف تخومنا يشكو الركود
وعسكر الإخشيد داسوا جرحنا خلف السدود
قل لا تخف.. هذا دمي
والحرف يصرخ ثائراً في "المضحكةْ"*
أضحكتنا.. أبكيتنا..
أشعلت نار المعركةْ
هيا نعيد بناءنا قبل الوقوع بتهلكةْ
أنت الوفي لأرضنا..
وفضحت درب الصعلكةْ
ورفضت بيع تراثنا وأبيت نهج "الأمركةْ"..
يا أيها الصوت الندي
كما الصباح يزف شقشقة العصافير
التي رسمت فضاء هويتي
داعب خيال العاشقين دروب مجد خالد
وابعث لهم
"حورية من نسل كنعان الأبي"*
دماؤها.. في النهر تشعل ثورة
وتعيد شرح قضيتي..
أنت الذي أدركت سقف نبوءتي..
وحكايتي.. والأمكنةْ
يا صوت حب من هديل القبرات
إليك عن قصص الجنود المحزنة
هم يرحلون فلا تكن
متألماً
تفنى العناكب والخنافس
والبقاء لتوتة هيفاء ترمي ظلها..
فوق الصبايا الفاتنةْ
لن يستمر بغاثهم في أرضنا
الصقر آت بالضياء وثورة تفني المياه الآسنةْ
وتثور آلاف المدائن والقرى..
والقادمون..
ترابنا.. وسماؤنا.. ومياهنا..
والنيل.. والبحر الكبير وموجة..
إيه قريته الحبيبة يا "نشا"*
ماذا وراء الليل غير صباحك الوضاء..
يهمي.. يمسح الأحزان..
عن قلب "الغريب".. عن الحشى..
ويبيد آلاف اللصوص وثلة
نهبت بلادي بالوساطة والرشا
الفجر آت يا "علي" وخلفه
دمع المساكين المراق
ولوعة تنوي القصاص من الجناة ومن وشى..
قل لا تخف .. هذا دمي..
يشتاق فجراً لا تلوثه العساكر عند مدخل قريتي..
يشتاق أن تلهو البنات..
فلا تخاف من العفاريت.. التي ألفت دروب أحبتي..
هذا دمي..
يشتاق صبحاً لا تعانده الرؤى..
ومخافر الأوغاد ترقب خطوتي..
هذا دمي..
يرنو بحب يصطفي ثلل الإباء..
تشق بطن الأرض تلقى بالبذور..
ودمعها فرحاً يثور ويشتهي وقت الحصاد..
النيل عاد..
فجراً ينير الدرب في كل البلاد..
وتثور آلاف المدائن والقرى
والقادمون تجمعوا من كل واد
النيل عاد..
يا جرح دلتا.. والصعيد.. وبدونا..
غدا القصاص ولا حداد
______________
* المضحكة مسرحية للأديب علي الغريب
* حورية بني كنعان مسرحية للأديب علي الغريب
* نشا مسقط رأس علي الغريب في دلتا مصر