إلتماس - عماد علي قطري

صدأ المساء يرتب الأشياء
في صمت غريب
والماء في البحر المحيط مسالم
يرنو بعين الزهد للشط الكئيب
نأت النوارس غادرت شط المساعيد*
الملوث بالسكون وبعض قبلات اختلاس
يا أيها الشط المخادع مرحبا
عمتم مساء..
إني هنا..
فاطرد قليلا عن عيونك ظلها
شرد به هذا النعاس
إني هنا ..
كنت الرفيق وخل صدق ينتشي
لو يحضن الموج الهصور رمالكم
فأزف ألف قصيدة
تهدي الحنان إلى الغراس
إنا غرسنا نخلة وحبيبة
بعضا من الأصداف
والأغصان في عيد الغطاس
أنسيت في ليل البرودة نارنا
والكستناء وشاينا ..
صوت أقدام الجنود
وضحكة جاءت على استحياء من خلف "التراس"
الشيب ؟ لا .. هو طارئ
والقلب يهفو للمساء
وما به غير احتدام العشق
صهللة المواجيد اشتياقا لانغماس
إني المعانق كل ليل نجمة
من ياسمين الرمل أو بعض العقيق
مطعم بشفيف ماس
(إني أنا الشط الرفيق وليس عندي شبهة
ما غيرتني الريح أو زبد البعاد
أو الوقوف على الحياد أو التماس
أنظر بقلبك تلقني عند الربى
إني أنا كل المرايا طابقت
إرهاص نفسك بانعكاس)
إني أريدك سيدي
مثل العهود قديمها وجديدها
لا وقت عندي لاجتهاد أو قياس
إني أتوق لعطر مائك والنوارس
والمدى واليود والموج العنيد
ونخلة ترنو إلى العلياء لا ترضى انتكاس
ما كان أنفك يرتضي
شم البوار وهداة
أو ماء عصر ينحني
زكمت رمالك ما بها ؟
تشكو العطاس
أنسيت خطو صبابتي
والذكريات ندية
وحروف وجد حفرها
يزهو على الزيتون أو جذع لآس
ما بال رملك ساكن بعد انتشاء الريح
هل غطى الجمود بهاء روحك والوجود
أم الذي .. صدأ النحاس
ما كان رملك سيدي صدأ
ولا كانت نجومك ترتضي
ـ وهي الأليفة ـ سيدي
فقدان ناس
فامسح همومك سيدي
وافتح فؤادك للنخيل وصوتنا
أبعد عن الرمل النعاس
إني أقدم سيدي
حرفي إليك مودة
وأعيد فتح حكايتي
فاقبل حروف الصدق
تأتي نحوكم وعلى العيون الوجد
يهديك التماس
الرياض 2007