أحلام حائرة - فاروق جويدة
الموج يجذبني إلى شيء بعيد
                                                                    و أنا أخاف من البحار
                                                                    فيها الظلام
                                                                    و لقد قضيت العمر أنتظر النهار
                                                                    أترى سترجع قصة الأحزان في درب الحياة؟
                                                                    فلقد سلكت الدرب ثم بلغت يوما.. منتهاه
                                                                    و حملت في الأعماق قلبا عله
                                                                    ما زال يسبح.. في دماه
                                                                    فتركت هذا الدرب من زمن و ودعت الحنين
                                                                    و نسيت جرحي.. من سنين
                                                                    * * *
                                                                    الموج يجذبني إلى شيء بعيد
                                                                    حب جديد!
                                                                    إني تعلمت الهوى و عشقته منذ الصغر
                                                                    و جعلته حلم العمر
                                                                    و كتبت للأزهار للدنيا
                                                                    إلى كل البشر
                                                                    الحب واحة عمرنا
                                                                    ننسى به الآلام في ليل السفر
                                                                    و تسير فوق جراحنا بين الحفر..
                                                                    * * *
                                                                    الموج يجذبني إلى شيء بعيد
                                                                    يا شاطئ الأحلام
                                                                    يوما من الأيام جئت إليك
                                                                    كالطفل ألتمس الأمان
                                                                    كالهارب الحيران أبحث عن مكان
                                                                    كالكهل أبحث في عيون الناس
                                                                    عن طيف الحنان
                                                                    و على رمالك همت في أشعاري
                                                                    فتراقصت بين الربا أوتاري
                                                                    و رأيت أيامي بقربك تبتسم
                                                                    فأخذت أحلم بالأماني المقبلة..
                                                                    بيت صغير في الخلاء
                                                                    حب ينير الدرب في ليل الشقاء
                                                                    طفل صغير
                                                                    أنشودة تنساب سكرى كالغدير
                                                                    و تحطمت أحلامنا الحيرى و تاهت.. في الرمال
                                                                    و رجعت منك و ليس في عمري سوى
                                                                    أشباح ذكرى.. أو ظلال
                                                                    و على ترابك مات قلبي و انتهى..
                                                                    * * *
                                                                    و الآن عدت إليك
                                                                    الموج يحملني إلى حب جديد
                                                                    و لقد تركت الحب من زمن بعيد
                                                                    لكنني سأزور فيك
                                                                    منازل الحب القديم
                                                                    سأزور أحلام الصبا
                                                                    تحت الرمال تبعثرت فوق الربى
                                                                    قد عشت فيها و انتهت أطيافها
                                                                    و رحلت عنها.. من سنين
                                                                    بالرغم من هذا فقد خفقت لها
                                                                    في القلب.. أوتار الحنين
                                                                    فرجعت مثل العاشقين