صوبَ الشمال - فاطمة ناعوت

طبقٌ فوق البنايةِ
يعرفُ كلَّ شيءْ،
على نافذتي ستائرُ ثقيلةٌ،
سأسدلُها .
...
طبقٌ فوق البنايةِ
طعامُ الآلهةِ عند المساءْ،
غرفتي حوائطُها مزدوجةٌ و مُفرَّغةْ،
ثم إني
لا أتكلمُ كثيرًا .
...
طبقٌ سيئُ الظنِّ
وساديٌّ أيضًا
لا يُبكيه شيءٌ،
أفكاري
لا أُطلِعُ عليها أحدًا،
أحبُّ الخماسينَ والمطرَ
و أكرهُ " إديسونْ "،
وعلى سبيلِ الاحتياطْ
أحتفظُ في جَيبِ سُترتي
بجعرانٍ
يُطلِقُ موجاتِ تشويشْ .
...
قمرٌ فوق البنايةِ
استهلكه الرومانتيكيونَ، و الرعويّونَ، والبدو
ورغم هذا ظلَّ صحراويًّا جامدًا.
...
القمرُ لا يحبُّ الناسَ
و لأنّه غيرُ مضيءْ
لن أغامرَ وأُطلق النارَ عليه،
سأقعدُ صامتةً شاخصةً
في غرفةٍ مفرغةِ الحوائطِ
خافتةْ
وذات ستائرَ ثقيلةْ.
_________
القاهرة / مارس 2003