للمرّة العشرين - فاطمة ناعوت

- على كلِّ حال
لن يكتشفَ الأمرَ أحدٌ
قبلَ شهرٍ كامل.
زملاؤكَ بالعملْ:
لن يلحظوا غيابَك، لأنكَ بلا عملٍ،
...
أطفالُكَ أيضًا:
استبدلوا بكَ آخرين،
البوابُ، ومحمد بائعُ الصحف، راكبو عقارب الساعة،
محصِّلُ النورِ، والقمر:
( بالمناسبة:
لن أدفعَ فاتورةَ الكهرباء
لأنهم تحايلوا على الليل الخارجي وحسبْ،
وهكذا فإن تهجيرَ النوبيين كان مجانيًّا وتعسفيًّا)
- يا لسخافةِ الفكرةِ حين تجيءُ في غيرِ موعدِها !
نكملُ إذن:
الأهلُ:
لن يفتقدوكَ
لأنهم أراحوا واستراحوا،
ولا الجيران
فالجدرانُ كثيفةُ الصمت،
(بفرضِ عدم اكتشافِ الجثمان).
حتى الله:
لن تختلَّ دفاترُه
فقد نسيَ أن يدرجَكَ في كشفِ المخاليق ،
الخادمة :ُ
ستجدُ من يدفع لها أكثر،
الهاتفُ : صامتٌ منذ مارس
الإيميلُ : أغلقته مايكروسوفت
والنهارُ : في إجازته السنوية منذ بدءِ التوقيت الشتويّ ،
ربما الوحيد
الوحيدُ فعلا
- لكن بعد شهرٍ من الآن -
الذي سوف يقلقُه غيابُك
(حين يحتاجُ إلى الإيجارِ قبل سفره إلى أمريكا)
هو مجدي بنيامين حنا:
مالكُ العقار،
دعوه ينتظر.
...
- توكلنا على الله.