عُمَـر - فاطمة ناعوت

بنى مدينةً
لها شمسٌ و أشجارٌ ونهرٌ،
بناياتٌ عاليةٌ،
وأسوارٌ
ظلُّها قصيرٌ،
و أبوابٌ
غيرُ موصدةْ.
...
عُمَر
وضعَ السياراتِ في الشوارعِ
والناسَ داخلَ السياراتِ والبيوتِ
لكنه
أخرجَ النساءَ من المدينة.
...
عمرُ خليفةٌ عادلٌ ،
يثيبُ الطيبينَ
وينفي الأشرارَ.
...
المدينةُ
سورُها يتمددُ ،
والبشرُ يتناسلونَ والبناياتُ.
...
ما لعمرَ لعمرَ
وما لله ِللهِ.
...
قشورُ البرتقالِ الجافَّةُ
الزواحفُ وقصاصاتُ الجواربِ
أغطيةُ الزجاجاتِ
وقناني الحبرِ المُنسَكِبِ
الجسورُ،
وهدايا ماكدونالد وشرانقُ القزِّ،
و في الأخير
قلبُ أمٍّ
دعسته ثماني سنواتٍ من قراءةِ " التوحد"
والصمت.
...
عمرُ
لا يكلِّمُ أحدًا .
...
مخلوقاتُه الطيبون
حفروا الأرضَ
فلم يجدوا ذهبًا أو نفطًا،
وجدوا خبزًا و نبيذًا وتمرًا
فأمعنوا في الحياةِ .
...
الناسُ في المدينةِ
أحبوا عمرَ كثيرًا،
كلَّ مساءٍ
يسألونَهُ أن يهبَهم يومًا آخرَ.
و عمرُ يومئُ
ولا يكلِّمُ أحدًا .
...
لستُ من أزالَ المدينةَ يا عمر !
المكنسةُ فعلتْها.
____________
القاهرة / 18 ديسمبر