تحت الطمي - فاطمة ناعوت

في حديقةِ البيْتْ
حيثُ لا يصلُ رشاشُ الحدائقيّ
دفنتُها
قطعةً سقطتْ من مِعصمي.
...
من شرفتي
لأسبوعينِ
رحتُ أرقبُ تحلّلَها
مستغلّةً بعضَ خيالٍ
(علق بذِهني من دراسةٍ قديمةٍ لم تُفد)
خيالٍ
كنت أدّخره كاحتياطيٍّ
لمواقفَ مشابهةٍ.
...
هل قاومتْ الفناءَ ؟
نعم، قاومتْ ليومينْ
ربما لأن الصدمةَ الأولى
توقظُ القصورَ الذاتيّ
وتُعَطِّلُّ العملياتِ الحيويّةْ.
...
في اليومِ الثالثِ
بدأَ النملُ يتشممُ
لابد أن حوارًا طويلاً تمَّ
أعقبتْهُ خُطَّةٌ محكمةٌ
ثمَّ زحْفٌ إشعاعيٌ صامتْ
من جهاتٍ ثلاثْ .
...
زحفٌ واجمٌ،
فالنملُ
مجتمعٌ لا يثرثرُ
وكائناتٌ لا ينقصُها الحدْسُ.
...
في اليوم الثالثِ عشر
لم أسمعْ دقاتِ النملِ
ونسيتُ الأمر.
...
بعد كثيرْ
ظهرت أجيالٌ
بتسعةِ أرجلٍ
وبغيرِ رؤوسْ.
__________
القاهرة / 31 يناير 2003