شاهدٌ على الماء - فاطمة ناعوت

في الماءِ أسبحُ كلَّ يومٍ عائدًا
و أنسِّقُ الأحداثَ
من أفكارِ ناسٍ سافروا
وحملتُهم.
عشرونَ عامًا
في الربيعِ وفي الخريفْ
يرمونَ في جوفي العميقِ سلالَهم
أسرارَهم ،
اِضْرِبْ بمجدافيَّ في عمقِ المياه
لأشاغبَ الصِبيانَ حين يتمتمون
لا يسكتون!
و أعابثُ الأحلامَ في قلبِ البناتِ العاشقاتْ
فأدغدغُ الوترَ الرقيقْ
في الماء أكتمُ نشوتي .
في جعبتي
سأجمِّعُ الضحكاتِ من أحداقِهمْ
والحزنَ من ظلِّ الجفونِ الباكيةْ
حتى إذا ضمَّ المساءُ شراعيا
أفردتُهُ فوقَ الرمالْ
أفرغتُ فيه سلةً
تحوي شتاتَ الذكريات
كلُّ الصحابِ تجمعوا :
هيا انظروا سِفْرَ البَشَرْ
كلماتُهم في حوزتي
أفكارُهم ووعودُهم
دقاتُ قلبِ المتعبين
رفَّاتُ عينِ الخائنين
وحدي أنا
من يكتِمُ الأسرارَ في عمقِ المياه
وحدي أنا رعْ
من أرَّخَ الأزمانْ.