هكذا غنّى زرادشت - فاطمة ناعوت

الحدْسُ
عند الرابعةِ والنصف
لأن المؤذنَ يقولْ:
لا تناموا
الصباحُ الوشيكُ مختلفْ.
مع هذا ينامونْ
بغير مطالعةِ الجريدة.
...
الكابالا
بشطيرةٍ من البسطرمة،
لأن النفطَ العربيَّ
يتسربُ إلى قناةِ بنما،
و جامعةُ الدولِ العربيةْ
ليستْ
في شارعِ جامعةِ الدولِ العربيةْ.
...
السنتمانتالية
ويُكْملُ الآخرُ مينا "
فيموتُ الأصدقاءُ القدامى
بجلطةِ المخّ.
...
الجدلُ
ربطةَ عنقٍ جميلةْ
لتفرحَ بنتٌ جميلةْ
في يوم الخريجينْ
بينما الماءُ يغلي فوق الرأسْ
والممرُّ
باردٌ ومعتمْ.
...
البرجماتية
التي سقطتْ توكةُ شعرِها في مرسيليا
حين نظرتْ في عينِ الرجلِ
ولم تجدْه
لأن " عفاف يوسف"
كانت في نفسِ اللحظةِ تُغنّي فوقَ النيل
" يا عاقدَ الحاجبين "
تمهّلْ واخف ِ المكاتيب
فالغرباءُ على بابِ المدينة !
...
التخاطر
صحنَ الثريدْ
في شاليه البنتِ التي فرحتْ ،
بينما " بيكون "
ينادي باستعبادِ الطبيعة.
...
الإدراك
كلَّ يومْ
فتجدها لا تتغيرْ.
بينما المِلحُ في جسدِكَ يزدادُ كثافةً
بسببِ تبخرِ الماء.
...
الراديكاليةُ
لأن الأولى تقرأُ،
والثانيةَ تراقبُ مخروطَ رؤيةِ الرجلْ،
بينما أهتفُ:
لونانِ من الانهزامْ .
...
الحداثة
مرةً بتفجير الدماغ
ومرةً بتفجير الدماغ.
مع هذا يسرق اللصوصُ المخطوطاتِ من
الكهف الحجريّ
ويغني زرادشت.
...
لستُ عدميةً يا صاحبي
أنا فقط
أنظرُ في المرآةِ
كثيرًا.
___________
القاهرة / 11 أبريل 2003