صلوات على شاطئ الغفران - فتوح مصطفى قهوة

أى صوت ناغم الأصداء فى الليل هتف
جاء من سرّ المدى لى كنسيم فى الصدف
لقنته ربة الشوق لحونا فعزف
صلوات عفة الترنيم فى صمت السدف
هزّت الأفق ضياء فازدهت منه المعابد
وإذا قول كما التسبيح فى محراب عابد :
أنا روح فى دفوق من سنا الفردوس أقبل
فتأهب شاعر الأنوار للوحى المنزّل
***
امسح الوجه بطيب ، واغسل القلب بنور
وتوضأ من ندى الغفران بالنهر الطهور
واشرب الكأس مداما من رحيق وعبير
تجد الروح تراءت بين ربات وحور
وتجلت فى شفوف .. فى بخور كالغيوم
أيها الشاعر أبشر .. أنت فى شط السديم
أنا روح فى دفوق من سنا الفردوس أقبل
فتهيأ شاعر الأنوار للوحى المنزّل
***
رفرفت فرحى له فى موكب النور الملائك
جئن يحملن زهورا من ربا الجنات ضاحك
درن فى أنشودة الأرغول علوىّ المناسك
وتغنت كسكارى الوجد من خمرة ناسك
فى كؤوس أترعتها مسّ قلب الشاعر
نشوة المعراج للكون البعيد الساحر
صار روحا فى دفوق من سنا الفردوس أقبل
وتجلى شاعر الأنوار للوحى المنزّل
***
أىّ طيف كالأمانى فى ابتسامات العذارى
رائع الألوان شفاف كأنوار سكارى
رقّ حتى خلته من رحيق الورد طارا
فسما ثم دنا ثم بدا لى فتوارى
فى دلال فى جلال مثل ضوء فى سجود
لقنتنى لغة الحلم وإلهام الخلود
هى روح فى دفوق من سنا الفردوس أقبل
وفؤادى شاعر الأنوار بالوحى المنزّل
***
أيها الشاعر غرّد .. وانفخ الناى وصلّ
وأقرأ الشعر خلودا بين أنهار وظلّ
واسكب العشق مذابا فى سنا خمر وطلّ
وابغ كونا فى ثراه .. محض حناء وفلّ
واجعل الطهر الذى فى شعرك استغفار قلب
وبقدر العشق نورا فى العروق اغفر ولبّ
أنت روح فى دفوق من سنا الفردوس أقبل
فترنم شاعر الأنوار بالوحى المنزّل