إلى المتزمتين - رشيد ياسين
،،
يا من ورثتم ما تراكم من ضلالات العصور
وحملتم الماضي،
كما حمل الأرقّاء الصخور..
لستم سوى جيف تدور
عمياء في دوامة الأيام،
فاقدة الشعور!..!
ديدان مقبرة تشيح عن النقاوة والضياء
لتغوص في عفن القبور!..
الحب ـ في أعرافكم ـ إثم
تضج له السماء!
والشعر ليس سوى هراء!..
والمجد، فيما تحسبون، هو المناصب والقصور..
حتى وإن كانت إطاراً
للتفاهة والخواء!..
والدين، عندكم، المآذن
والمجامر والبخور،
وهو الطقوس البربرية
جئنكم عبر العصور
من ساكن الأدغال يدرأ بالمذابح والنذور
غضب الإله،
وينعش الأرض الجديبة بالدماء!..
ولأن تقواكم رياء،
ولأنكم ـ يا سادتي ـ متحجرون وأغبياء،
ورؤوسكم ملأى
بخيطان العناكب والقشور..
فنساؤكم خلف الرتاج
يحيين كالسمك الملون في أوانـــيََ من زجاج!..
أما صباياكم فهن وراء حيطان الخدور
سلع منضدة
تباع لمن يطيقون الشراء!..
يا سادتي، نبض الزمان
وروحه القلق الجسور
نفذا إلى كل البقاع، وأوغلا حتى الجذور..
لكن أنفسكم تظل، من العماية،
كالجحور
...سوداء، لا ينساب في ديجورها الأبدي نور!...