التوحد وتراتيل الخروج - محمد سيد عمار

ويأمرونك بالخروج فلا تطيعي
وتغلغلي كالروح بين جوانحي
سيمزقون جوارحي بسياطهم
ويفتشون بداخلي عن صورتك
وسيأمرونك بالرحيل
لا تخجلي ، لا تفزعي
وتمنعي خلف الضلوع
إن يسألوكِ بأي حقٍ تقطنين
قولي لهم : إن المقام بداخلي قد صار عندك
لذةً لا تستطاب بغيرها هذى الحياة
قولي لهم : إني وهبتك صك أحشائي
وصك جوارحي
قالوا : حَوَتْهُ فصار الدمُ
ممتزجاً ببحر من دمى الثائر
قالوا : بأنك قد وضعت بقلبي الظمآن
آلاف القصائد
وجعلت منّي في فضاء الكون شاعر
يستل من أشعاره سيفاً يُحكِّم نصله فينا
قالوا : تغير وادّعى مذ أن سكنت في الفؤاد
جاءوا بكل مشعوذ كي يخرجك
دقوا علىّ طبولهم
تركوا علىّ سياطهم
لكن ورب العرش لم تتسللي من داخلي
لو يعرفون حبيبتي
أنى استطبت سياطهم
لو يعرفون حبيبتي
أن الدماء دماؤنا ، والعظم منى عظمنا
والروح تسرى في مسافات التوحد روحنا
لو يعرفون بأنهم ، لن يستطيعوا شطرنا
وبأنهم لن يدفعوكِ للخروج
سيقول جلادي اخرجي من إصبع القدم التي
سارت خطاويها معك .... لا تخرجي
سيقول جلادي اخرجي من إصبع الكف التي
مسحت طويلاً أدمعك .... لا تخرجي
سيقول جلادي اخرجي من هذه العين التي
سهرت تلاحظ مضجعك ... لا تخرجي
سيقول جلادي اقتلوه ... لا تفزعي
فالقبر يحملنا معاً .... والقبر يرضانا معا
روحان نمضى للفضاءات البعيدة
كي نمتطي قمم الجبال وصهوة الريح العنيدة
نستبدل الأحلام أحلاماً جديدة
لا قهر .. لا جلاد .. لا دنيا شريدة
لا قهر
لا جلاد
لا دنيا شريدة .