سيدة الأزرق - محمود أمين

......
إلى أميرة الجنوب
...
من أنت ِ..
انكسرت كل أواني الأسئلة المستعصية
على أول سطر منكِ..
فتحت ُ أساطيرا ً.. وقرأت ُ طلولا ً..
وملأت ُ يواقيتا ً من ماء ٍ
سال على أطراف أناملي المرتعشة
حين أشارت نحوك تسأل :
من أنت ِ....
وظل ّ سؤالي...
وجعي الأكبر...
حتى استوقفني عصفورٌ آت ٍ من عنب الروعة
..انبأني شيئاعنك..
وهمس إلي :
هذي بيرولا ...
وتذكرتك ِ..
حين تسللت ِ إلي
كحفنة نور ٍ..
ألقيت ِ غباراً ماسيا ً
من قلبك ِ نحوي
فانتفضت روحي
من بين ركام الجمر ِ
تقدمت ِ إلي ..
همست ِ : أنا المنذورة للعشق ِ
أجبت : أنا العشق ُ بكامله
أرسلت ِ إلي بسرب ٍ من قلبك ِ
أرسلت إليك ِ عصافير الروح
ثم تلاقينا
لم أذكر من لحظة لقيانا
غير صباح ٍ مال على كفيك ِ
لكي يتوضأ من نورك ِ
وسماءً تصدر قمرا ً
يتكحل من فضة قلبكِ
ورذاذ حنين ٍ بكر
فألقيت ُ بروحي البالية
وألبسني قلبك ِ قنديلا ً
من جمرة روحك ِ
حتى صرت ُ : أميرا ً للملكوت
لكن ظل ّ بسرك ِ سر ٌ
لا أدركه
وأعود لأسأل : من أنت ِ
وظل سؤالي بين ضلوعي لايهدأ
حتى زارتني سرا ً
زنبقة قادمة من إبريق صباك ِ
وهمست بي : هذي لؤلؤة
إن كنت تريد السر
أقرأ أسطورة بحر ٍ...
كان هناك ..
وغاب..
وقرأت...
كان البحر - بذات حنين ٍ - يتهيأ
للقاء حبيبته
عند مساءٍ مغسول ٍ بالكحل ِ
وسارت معه بنات قواقعه ( لؤلؤه ُ)
..ومرجان ُ صباه ُ
وأمواج دفاتره ُ
وغيمات ِ فؤاده
واحتشد الملح ..
ويود الرئتين...
وشطآن هواه
جميع تفاصيل البحر المخبوءة
سارت معه
ودخل البحر لموعده..
وانتظر..انتظر..انتظر
وماجاءت محبوبته
فانكسر البحر ُ
اختلطت كل ملامحه
...امتزج الماء..
الملح
الجرح
حنين الروح
حنان القلب
جميع مرايا البحر
انصهرت
وامتزجت
حتى جاءت لحظة شوق
عارمة ً..
صعدت من قلب البحر العاشق ِ
: لؤلؤة
تتهيأ للوجد ِ
وللوعد ِ
وهذا أنت ِ...
كأنا حين تلاقينا
( ذات مساء ٍ مغسول ٍ
بالكحل )
صرت ُ أنا البحرُ..
وأنت ِ حبيبتهُ...
كأنك ِ بلقائي
يالؤلؤتي
كنت ِ تعيدين إلى البحرحبيبته
وصباه
تعيدن كتابة اسطورته
وكأنك حين خرجت ِ من البحر ِ
دخلت ِ إلي
تمسين بدمك ِ الحاني
كل فؤادي
فيعود نقيا ً
..طفلا يحبو
تحت قوائم عرشك ِ
وتزيحين الملح
عن الجرح
تفضين غلالة قلبك بين يدي
فأدخل
كي اقرا ماقال القلب من الترتيل
لكني لم أهدأ
فهناك مروج ٌوسواحل
لا اعرفها
وأعود لأسأل
من أنت ِ
سألت كثيرا.ً.
وكثيرا جدا ً..
حتى وقف على نافذتي
سرب حنين ٍ آت ٍ
من أقصى روحك ِ...
همس إلي بقلب دافئ :
هذي أميرتك الحلوة
صاحبة العصمة..
وتذكرت الآن...
سبحات ُ الوجدالمتسرب ِ
من دمها ينبئني أني المقتول
بسيف هواها
نادتني - ذات ندى -
واشارت بيديها : اتبعني
لاظل ُّ لي يؤنسني
أو شجر ٌ يسند رئتيّ
إذا انكسر هواء العتمة فيها
سرت إليها..
وأمامي كأس من جمر ٍ
يُدعى القلب
حتى جئت ُ لباب القصر
وقفت ُ كثيرا ً ..
أكثر من عمر ٍ..
ناديت ُ على المحبوبة
والمحجوبة عني..
حتى رقـّت ..
وانكشفت لي
فأرتني آيتها الكبرى
( وجه حبيبي حين يساوره النور)
( قلب حبيبي حين تغشاه الوجد)
دعتني في حضرتها
فسكرتُ..
وذبت ُ..
وتهت ُ..
وقلت ُلها : زيديني
نظرت بعيون ٍ ..
لا تشبهها - قط - سماء
ابتسمت ..
ألقت لي بمفاتيح السر
وقالت : خذها
وادخل ..
واخلع نعليك
وآخر رمق ٍ من روحك
هذا جفري*...
صندوق الروح
أدخل ملكوتي...
ودخلت..
وطفت ..
رأيت شظايا من لؤلؤ..
قبسا ً من مرجان..
فتافيت شموس ٍلاتهدأ
..ومدائن من وعد ٍ
بتلات حنين ٍ
وجداول تختزن غماما ً
وفواصل نهر ٍ..
ودجى يسرق من كحل الأهداب
ليال ٍ كي يسهر فيها العشاق
رأيت ...رأيت
عوالم من سحر ٍ
وطواويسا ٍ ترقص في ماء
علوي ٍ رهّـــــاج
..
وعلى عرش ٍ
من بللور الفتنة
كانت تجلس سيدة القلب
وصاحبة العصمة
وسألت : أميرتي الحلوة
من أنت ِ....
وردت :
أو مازال سؤالك لم يبرد بعد...؟
أجبت : بلى
مازال هنالك سر ٌ
لم يكشف عنه فؤادك ِ بعد
فمن أنت ِ
سألت العرافين
الوراقين
وقراء الكف
جميع العشاق
ومثقوبـي القلب
وخرجت أطوف
واسأل
حتى ارسل لي ملك الياقوت غزالته
همست بي
:
هذي هبة الله اليك
فهل تعرفها
وعرفت الآن
كيف توزع كل بهائك ِفى الكون
فقد فرت حبة سنبلة من بستان جمالك فاقتسمت كل صبايا الأرض مفاتنها
صرن صبايا
وصبايا بحق
تكــّور
وتزهــر
ّفيهن النهد
امتزج بخمر مباسمهن الشهد
تلون تفاح الخد
ماقالت انثى (هاأنئذا)
الا وبتصريح ملكي منك ِ
ومالاح دلال فى قد ٍ مياس ٍ
إلأ وبتوقيع
يحمل أحرفك ِ الأولى
اكتظت اشجار مفاتنهن بزهر جمالك
ماصارت هيفاء ٌ
أو غيداء ٌ
أو نجلاء ٌ
أو كحلاءٌ
إلا وبأذن خاص من مولاتي
أ يا لؤلؤة الحسن
وقنينة كل بهاء
ولم يكفيني هذا
فسعيت ُ ..
أريد السر
السر
تقدمت على وجل ٍ
ووقفت على مرمى قلب ٍمنك ِ
رأيت الليل يمد أباريق دجاه
لكي يملؤها من كحلك ِ
وهلالا ً يكبر في دمه الاسطوري
لكي يصبح قمرا ً
يتكحل بالفضة
وسماءً تغفو في أزرق عينيك ِ
وترمي للبحر بقارورة لون من أهدابك
كي يصبغ قمصان الروح
أياسيدة الأزرق
يا أول حورية نور
مرت ذات صباح فادح
فوق تراب العتمة
فأضاءته
أيامن جوهرها
ماء النور
وعنب الكوثر
والآن
..
..
ساقول احبك ِ
ثم امر بقلبي
بين دمائي
اتحسس وقع حنيني
وارتب حصة اشواقي
واقول احبك
فيدوس على قدمي نهر يركض فى السكة
نحوك
واقول احبك
فيسابقني سرب يمام مسنون الفتنة
لينام على أشجار فؤادك ِ
وأقول أحبك ِ
فتسير جهات نحوك
تتكدس فى مرماك قرابين
وحقول أهلة
شلالات خواتم
أوراق عصافير تكتب فيها الشوق
وتخفيها
إلا عنك ِ
أ يامن لايشبهها إلا أنتِ
واقول احبك
فأمو ت ..... هوى
لكني لاانسى وانا فى آخر رمق من روحي
أن ارمي جمرا من حطب سؤال ينكسر على أول سطر منك ِ
من أنت ِ ..........؟؟؟