تأتي كفاصلة الندى - محمود أمين

...
إلي يوم ...أعلنها الله فيه
....
تأتي .. كفاصلة الندى
وتمرمن صبح الهواءِ
كأنها...
سهمٌ نهاريٌ..
تنادي عشب فاطمة
وتدخل....
ينحني صلصالها
المنحوت من عنب السماء
على أوائل قلبها
ويسيل بين مروجها
لتتم آيات التشكل..
حبلها السُّري
موصول ٌ
بكأس ٍ
ومرايا..
بدؤها...
نهرٌ
وآخرها ...
سماوات مؤجلة ٌ
وأوسطها ...
قرنفل
روحها:
ناي
ودانتيلا
وتلبس أجمل الأسماء
ترفل
بين هاءات الهوى
الغافي
وباء البوح
تغزل منهم
الاسم الأميري الذي
من شهقة النور
تنـــزّل ..
...
...
كلما ابتسمت
تحاصرها الأغاني
في براح الخيزران
ويفضح المخبوء
من اسرارها.....
غمازتان
...
...
سميتها ليلى...
.. وأخبزها ..هوى
فتردني سطرا ً..
على حجر الغمام
...
..
هي منتهي ماقاله وجدٌ
وأول ماتسرب
من هوى عال ٍ
وأبهي ماتفتّح من يمام
..
...
وهي التي انقسم الجمالُ
على يديها..واحدا ًَ
وهي التي تمت سناء ً
وسنابل
...
...
مَـــلأَت صباها
واشتراها الوجد
من دمها...
وصفــــّــاها
ورقرقها
جلاها
ثم أوجعني بها
..
..
يكتظ لؤلؤها
فتشكوها
ملائكة الزمرد
...
...
كلما أغفو
رمتني بالمقدس
من مفاتنها
...
..
ياويلها لغة ٌ
أتت بي عند اسواركِ
وانحازت إلى منفي
فكيف أقول آيات الحنين
...
..
ياصوتها
من لثغة الياقوت رتبته ُ
ومن شجن الخلاخل
حين سماني
رماني الناي
في دمه ِ
واغوتني البلابل
..
..
فتحت ُ ناصية المدى
وبكل ما أوتيت ُ من جهة ٍ
ملأت ُ أصابعي
واشرت ُ نحوكِ
( ربما نضج الأحبة
في سنابلهم
وأوجعني الهوى
إلا قليلا )
..
..
أنت ِ المليحة كلها
وأنا أحبك ِ
ثم أنجو
سهوا ً أحبك ِ
ثم أنجو
...
...
لك البلاد
لي الرماد
لك الغمام
لي الغيوم
لك الصبا
ولي الصبابة كلها
والكحل أنت ٍِ
أنا السواد..
...
..
ينحني كالسيف عمري
كي أطل عليكِ
ثم أسل ّ ذاكرتي
واجلو لحظة
لأراك ِ فيها
ثم اصرخ....
ها أنا....
جسد على باب القيامة
أرتدي أبهى الجنازات
وأرمي للحنين صبية
فتقشر الحناء عن دمها البهي
تمر اسمائي على ظلي
فتنكرني....
وتعرفني صباباتي
وآخر ما هجرت
من البلاد
فأينا يالحظة الميلاد
أسبق للأميرة..
أينا ...
يالحظة الميلاد