المَوْتُ مُنْذُكَ شَرَّعَكْ - سعد الياسري
إِهْدَاءٌ :
إِلَى (السَّيَّابِ) ؛
حِينَ وُلِدَ ،
وَ حِينَ مَاتَ ،
وَ حِينَ يَصْعَدُ الحُزْنُ فِي رِئَتَيْهِ شِعْرًا .. !!
*
نَاوِشْ جُنُونَكَ ؛ جَاءَ حَرْفِيْ لِيَتْبَعَكْ
وَ اُشْدُ كَنَايٍ بِالْقَصِيدِ لأَسْمَعَكْ
وَ اِحْبِسْ – إِذَا شِئْتَ – السَّحَابَ مُكَبَّلاً
وَ اَمْطِرْ فَمَا خُلِقَ الرَّبَابُ لِيَرْدَعَكْ
وَ اُنْثُرْ دِمَاءَكَ فَوْقَ سَطْرِ تَغَرُّبِي
وَ اُنْظُرْ يَقِينِيَ كَيْفَ يَحْنُو لِيَجْمَعَكْ
وَ اُصْرَخْ (غَرِيبٌ) كَيْ يُضَمِّدَكَ المَدَى
هَذَا عِرَاقُكَ مَا قَلاَكَ وَ وَدَّعْكْ
قَالُوا : تَحَزَّبَ . كُلُّ يَوْمٍ عُصْبَةٍ
قُلْنَا : تَآخَى . لَسْتُ أَغْفَلُ مُمْرِعَكْ
يَا غُرَّةَ المَعْنَى ؛ حَمَلْتُكَ آيَةً
أَنَّى أَسِيرُ يَجُوبُ صَوْتٌ : مَنْ مَعَكْ .. ؟!
فَأَقُولُ فِي جَيْبِي يُقِيمُ صَلاَتَهُ
وَ يَثُورُ شَيْطَانُ اللِّحَى كَيْ يَمْنَعَكْ
جَفِلاً ؛ رَنَوْتُ إِلَى (المَسِيحِ وَ صَلْبِهِ)
فَعَلِمْتُ أَنَّ المَوْتَ مُنْذُكَ شَرَّعَكْ
وَ عَلِمْتُ أَنَّ المَاءَ ثَرْثَرَةُ (المَطَرْ)
(أُنْشُودَةٌ) هَبَطَتْ عَلَيْكَ لِتُرْضِعَكْ
وَ قِيَامَةُ النَّائِينَ حَقٌ ، مِثْلَمَا
لاَذَتْ بِقَبْرِكَ غَيْمَةٌ كَيْ تَرْفَعَكْ
(غَيْلاَنُ) ؛ يَلْثُمُ رَاحَتَيْكَ ، وَ لَيْلُهُ
فِي بَحَّةِ الفَانُوسِ تَاهَ وَ أَوْدَعَكْ
(جِيكُوُرُ) ؛ تَسْتَقْصِي اللُّحُودَ ثَكُولَةً
وَ غَفَا (الْبُوَيْبُ) بِعَبْرَتَيْكَ لِيَزْرَعَكْ
وَ (المُوْمِسُ العَمْيَاءُ) فَاضَ صُرَاخُهَا
وَ (الدَّاءُ فِي دَمِهَا وَ فِي فَمِهَا) دَعَكْ
وَ أَنَا وَحِيدٌ بِينَ فَقْدِكَ وَ النَّوَى
أَوْثَقْتُ عَهْدَكَ مُخْلِصًا : لَنْ أَخْلَعَكْ
نَمْ ؛ وَ السَّلاَمُ عَلَيْكَ يَوْمَ وَهَبْتَنَا
حُزْنًا مَجِيدًا بِالْنُّبُوَّةِ رَصَّعَكْ
______________
1- إِشَارَةٌ إِلَى قَصِيدَةِ : (غَرِيبٌ عَلَى الخَلِيجِ) .
2- إِشَارَةٌ إِلَى قَصِيدَةِ : (المَسِيحُ بَعْدَ الصَّلْبِ) .
3- إِشَارَةٌ إِلَى قَصِيدَةِ : (أُنْشُودَةُ المَطَرِ) .
4- غَيْلاَنُ : اِبْنُ الشَّاعِرِ الرَّاحِلِ .
5- جِيكُوُرُ : قَرْيَةُ الشَاعِرِ الرَّاحِلِ . تَتْبَعُ مُحَافَظَةَ (البَصْرَةِ) جُنُوبِيَ (العِرَاقِ) .
البُوَيْبُ : جَدْوَلٌ مَائِيٌّ فِي قَرْيَةِ (جِيكُوُرَ) .
6- مَا بَيْنَ الأَقْوَاسِ مُقْتَبَسٌ مِنْ قَصِيدَةِ : (المُوْمِسُ العَمْيَاءُ) .