نعم أحبكِ - مروة دياب
نعم أحبكِ لا أخشى مــقـولتَها
و لا أهاب سماع الناس تحْكيها
و لا أضـيـقُ إذا الـدُّنيا تردِّدُها
ما دام قلبُكِ بـالإخلاصِ يرويها
لأنني "مـروةٌ" و الــكلُّ يعرفها
ليست كأي جوادٍ في تحدِّيـها
ليست كأية حسنـاءٍ لها خضعتْ
جواهرُ المجد ترويها و تُـعْليها
متى عشِقْتُ فليس الحسن يأسرني
ولا الجمال- و إن أحببتهم فيها
و لا المكانة بين الـنّاس ساطعة
ولا القلـوب التي باتت تناجيها
إن كنتِ رمزًا سماءُ المجدِ ترسمُهُ
فإنني قـلـعةٌ و المجـد بانيها
أو كنتِ بحرًا و منكِ الدُّرُّ منبَثِقٌ
فإنني الدُّرُّ و الأمواهُ تـحـميها
إليكِ عنّي..فإنّي لسـت جـلمودًا
متى ضربتِهِ بالأحـجار يفريها!
بل إنني وردةٌ و الشَّوْكُ من حولي
يقسو على النّاسِ إلا أنت يرضيها!
لا تنءِ عنّي و لا تنسَيْ مـحَبَّتَنا
كما نسَيْتِ جراحًا كنتِ مُضْريها
كما نسَيْتِ قصـيدًا كنتِ زهرَتَهُ
و مقلةً كنتِ من أجرى مـآقيها
إلـيكِ عنّي فبسمي للـورى ألمٌ
وضحكتي إن تراءتْ من مآسيها
و دمعتي إن تلاشتْ ليس من فرحٍ
و عَبْرتي فوق ورْدِ الخَدِّ تُبْديها
فالنَّفْسُ تبكي و تنعى أعْيُنًا خُدعتْ
و بسمةً دون أهواءٍ تُرائـيها
و وحدةً بين أنظــارٍ تعاورها
و أمَّةً ساء حاضرها و ماضيها
النّاس تبدي إليَّ الحسنَ خالصةً
و ترتجي بسمةً منّي لـتحييها
و القلب يأْبى لغير الحِبِّ مبتسمًا
و حِبُّهُ لو على الأجراحِ مُبْديها!
الكـونُ يحسدها.. أنّي أفَضِّلُها
أني أعاتبها، أني ألاحــيـها
ذكري بذي الأرض آمالٌ له خضعتْ
كلُّ الخلائقِ و الأكـوان تبغيها
لكنني اخْترتُ من ينأى بقسـْوتِهِ
و من إذا جَفَّتِ الأحداق يسقيها
نعـم أحبُّكِ و الأشـعـار شاهدةٌ
و كلُّ قــافيةٍ أفْضَتْ بما فيها
و لا يزال يحبُّ القلب رؤيــتها
و لفظةُ الحُبِّ لا تكـفي معانيها
___________
نوفمبر 2004 م