أيُّ ذنبٍ جنيتُ حتى تجنى - مصطفى صادق الرافعي

أيُّ ذنبٍ جنيتُ حتى تجنى
إنني كدتُ بعدهُ أن أجِنَّا

كلُّ يومٍ أظلُّ أسالُ عنهُ
من أراهُ وليسَ يسألُ عنا

ألفَ البخلَ لا يردُّ سلامي
وتناسى أيامَ كانَ وكنَّا

وأرى كُتْبهُ دوائي على البعدِ
من الشوقِ والجفاءِ فَضَنَّا

لا أرى طيفهُ ولا الدارَ تدنو
فأرهُ ولا الصبابةُ تفنى

أيها الدائمُ التجني علينا
زادكَ اللهُ في تجنيكَ حسنا

ربما مرَّ للمحبِّ زمانٌ
نالَ فيهِ المحبُّ ما قدْ تمنى

قد رأى الناسُ فيهِ قيساً وقِساً
وأرتهمُ عيناكَ ليلى ولبنى

ورميتُ الدُّجى بساهرةِ الليلِ
تفيضُ الدموعَ وجداً وحزنا

فتحتْ جفنها فطارَ كراها
وبكتْهُ فليسَ تغمضُ جفنا

إن تعشْ يرجعِ المنامُ إليها
أو تمتْ بعدها ففي الحبِّ متنا