جهاد - حمد بن خليفة أبو شهاب

جهاد ولكن ليس بالسيف والقنا
فذلك أمر مفزع يحمل الفنا

جهاد ولكن باجتماعات قادة
لغير عداها لن تذل وتجبنا

جهاد ولكن من خطيب مفوه
يعللنا بالنصر حينا وبالمنى

إذا ما تولى منبرا خلت صوته
زئير هزبر صال للفتك وانثنى

تقاعس مثل المقعدين عن الوغى
وعاش على ذلك الذين يجلب الغنى

جهاد ولكن مجلس الأمن ساحه
وفارسه من في الهراء تفننا

جهاد أضاع العرض والأرض والدما
وخلف داء في الجوانح مزمنا

وشتت شمل العرب في كل بقعة
إلى ان غدت أشقى الأنام وأهونا

ومزقها حتى استهان عدوها
بها وعلى أنقاضها قوم البنا

يضم كما يهوى ويفعل ما يشا
يرى الأرض ملكا مستباحا ومسكنا

ونحن كما كنا غثاء مبعثرا
تهرأ من طول العنا وتعفنا

جهاد أو اليقظان قائد زحفه
إلى موقع ما زال للغي موطنا

جهاد لمن ؟ ما قصدكم من جهادكم
رعى الله منكم من أبان وأعلنا

أتنوون بعد الفتح تطبيق شرعة
بها الله وصى في الكتاب وبينا

أم انكم مستبدلون بشرعه
نظاما له الشيطان أرسى وقننا

فإن كانت الأولى فإن جهادكم
جدير بنصر يبعث الأمن والمنى

يهان به الخصم اللدود إذا اعتدى
ويكرم فيه من أبر وأحسنا

وإن كانت الأخرى فإن أحقكم
بما نسج الشيطان من قد تمكنا

أرى قوم موسى لم يوحد شتاتهم
لسان ولا جنس ولا اللون ما دنا

ولكن دين القوم ألف شملهم
كما وحد الاسلام من قبل شملنا

فكنا به بعد العداوات إخوة
وكنا به الأعلون حقا على الدنا

فمن مبلغ الأحزاب عنا بأننا
نعيش زمانا حسبنا الله ربنا

أقل بلاياه الشقاق الذي نرى
وأكثرها الذل الذي ساد جمعنا