مضت غرة والحمد للّه في أخرى - أبد الصغير العلوي

مضت غرة والحمد للّه في أخرى
باولى البكا أولى بأخرى العزا أحرى

إذا دبران البعد أقبل بالاسى
أتت من سعود القرب بشرى على بشرى

فما سطّر الحزن انمحى بمسرة
فحمداً لمن أسرى عن القلب ما أسرى

ودُك جبالُ الصبر من بين أحمد
وفك يصديق الخلائق عن أسرى

ففي الموت والإحياء للّه حكمة
من العمر ما تابى ولم ترضه عمرا

ولولا الردى لم ينتفع بدراية
وما عرف الحبس المعقّبُ والعُمرى

لئن كان للإحياء فيه مشقّةٌ
فراحة موت المؤمنين به تطرا

فما انصف الباكي على إثر مطلق
إلى جنّةِ الرضوان من ناره الحمرا

أيا سيد السادات هل منك عودةٌ
وهل هي بالأحيا تباع وهل تشرى

فيخضرّ عود بعدما سلب اللحا
بلى ان للمصدوع في ربه جبرا

ويا حسن العادات عيد زمانه
أيحمل قبر ما تحملته قبرا

فما أحسن الدنيا التي كنت زينها
وإذا صرت للأخرى فما أحسن الاخرى

فما أحسن القرآن قرآن أحمد
وما أحسن الاذكار اذكاره النثرا

فاحياء علم الدين عاد عبادة
ومرد ومنج انت نسخته الغرا

لفرديّة الافراد أمرك نافذٌ
وفي الملأ الاعلى ملات الملا ذكرا

تراه دواما غائبا وهو شاهد
يلى تركه أخذ يلي نهيه أمرا

فما هو كالأشياخ سيرا وسيرة
فما زيدهم زيدا ولا عمرهم عمرا

من الدائم الحي التحيات اقبلت
تؤمّ محيّاه الكريم به تغرى

عليه من الرحمان أوسعُ رحمة
سقى سحب الرضوان روضته الخضرا

وبارك في الأبناء من بركاته
وبارك في الاخوان إذ ألهموا الصبرا

على أنّه والحمد للّه بينهم
خليفته فاشكر لنعمته شكرا

وتجلب أعذار الامام خليفة
فكم خلف يعقو من السلف الإثرا

أبوه له أوصى بنانا ومنولا
وبالحال منه أصبحت ملكه جبرا

هو الأب وهو الشيخ عند الأب الذي
هو الأب والشيخ الذي لم يزل أدرى

فمن برّه برّ الخليفة بعده
فوفّوا بعهد اللّه غرا على اغرا

تبرأت من حولي ولا حول دونه
ومن قوتي لو أن لي قوّةً أبرا

وصلى على الهادي الهي مسلّما
على ءاله والصحب من كلموا الاجرى