كبريت الحشا - أكرم التلاوي

فِي دَاخلِي طِفل ضَرَا شَبَّة النَّارْ
غَافَلْ بِكِبْريِتْ الحَشَا وَالدِينَه

أضرَمْ بعُودَه ذِكرَيَاتِي وثُمْ طَارْ
يَصرُخْ حَرِيقْ ولِيتُهُمْ سَامعِينَه

مَا عَادْ بَاقِي يَا طِفِلْ أيَّة أعذَارْ
دَامَكْ خَذِيتْ منْ الصَّدِرْ أكسُجِينَه

غِيْر آتِنَفَسْ ثَانِي أكسِيدْ الأشعَارْ
صَدرِي بِدِينِكْ يَا قَصِيدَه رَهِينَه

غَايِبْ عَنْ ديَارِي وِتِشتَاقِنِي ديَارْ
ودَارِي عَنْ غيَابِي مِشَقَّي مَدِينَه

صَاحَبْتْ أنَا فِي دِيرِتِي بَحْر وَأزهَارْ
ذِبلَ البَحَر جَفَّتْ كَذَا يَاسَمِينَه

مَعْ كِلِ نَجمَه لِي سَوَالِفْ وتِذكَارْ
قِصّه تِفَرِّح وَالف قِصَّه حَزِينَه

وطِفلَه أجَاذِبهَا الحَكِي يُومَنَا صغَارْ
أحكِي وَأقولَ الهَرج لا تَسمَعِينَه

وتِيجِي تِقَفِل عِينَهَا تقُول وِشْ صَارْ ؟
مَنْ مَا بَغَى يِسمَعْ تَرَى صَكْ عِينَه

وَأهمِس أحِبِك هَا؟؟ تِقِلِي وتِختِارْ
إنهِا تِسَوي مَا اسمَعَتْ هَاللَعِينَه

مَرّه رَسَمنَا قَلبَنَا فُوق الجدَارْ
وَلمَّا انتَهِينَا صَار يَنبِض حَنِينَه

حَتَى الشَّجَر فِي دِيرِتِي غِير الاشجِارْ
رِقَةْ حَفِيفَه بَاعثَه للسَكِينَه

بِينِي وِبِيْن الأرصِفَه حُبْ واسرَارْ
تِمشِي تَرَاهَا لا تظُنِي سَجِينَه

الأرض عُودْ وأرصِفَتهَا هَالاوتَارْ
والدَربْ لَحنْ بخَطوِنَا عَازفِينَه

فِي دِيِرِتِي لا عَانَقَ العِشبْ الأمطَارْ
كِنْ السُحُب تَهدِي لَه الزَّهرْ زِينَه

الأرض وَحدَه تِختِلِف بِيهَا الأمصَارْ
بَه مصر يَسكِنَّا ومصر سَاكنِينَه

لَوْ يَا وَطَنْ هِي فَرَقَتنَا هَالأقدَارْ
إحنَّا الذي هَذَا القَدَرْ صَانعِينَه

إفتَحْ يِدِينك يَا وَطَنْ إبنَكْ البَارْ
رَاجِع يِغَبّرْ فِي ترَابِك يِديِنَه

كِنْ البَلَدْ فِي جَيَّتِي تَنظُمْ أشعَارْ
أنا وقَلبِي صُوتَهَا سَامعِينَه :

صَدرِي مَدِينَه وانتْ غَايِبْ عَنْ الدَارْ
وتَوّكْ رِجِعتْ وقُمْتْ تَحضُنْ مَدِينَه