هانت هموم - ظافر الحبابي

هانت هموم الموقف اللي صار
ساعة نظرت لموقف الشعّار

أهل الجزيل اللي خبرنا رنّته
رنّة ذهب من غالي الأسعار

نبع القصيد متوّجين افكارهم
تتويجٍ حاكم مملكه و اقطار

من كل جزلٍ وافيٍ في كلمته
يقيسها موزونة المعيار

منهم حكيمٍ ناصحٍ باشواره
فاد العباد كبارهم وصغار

بابياته الحكمه تجي مضمونه
عن حق ربعك والخوي والجار

و منهم خبيرٍ بالعصور السابقه
يشرح تواريخٍ لها تذكار

يعطيك علم السابقين وفعلهم
مثل الشجاعه و الكرم والثار

و منهم فطينٍ بالعرب و اصنافها
و لكل صنفٍ جاب لك مقدار

يكشف علايمهم و كل اوصافهم
و يزيح عن عين الغشيم ستار

و منهم مهيمٍ في هوا ريم الفلا
حتى تناسا ان الفلك دوّار

امّا لقا ترحيب خلٍّ يعشقه
له في وسط قلبه رفيع الكار

و الاّ جفاه اللي كواه بنظرته
عنّه يصد و يعتذر باعذار

الاول المحظوظ يوصف خلّه
و يشبهه في نسمةٍ وازهار

و الثاني المقرود يندب حظّه
و يشكي من الفرقا لهيب النار

و منهم هل المعنى و اهل نطح العدا
لعّابة القلطه مع السمّار

نقّاضة المفتول كشف المختفي
و ان مرّهم سرٍّ يصير جهار

يبنون بالطاقين علمٍ واحد
مافي معانيهم يمين يسار

و منهم . و منهم . كم نعد و نذكر ؟
فحول شعرٍ و الفحول كثار

اليا تصافق جمعهم باخبارهم
جابو بيوتٍ تعجب الحضّار

دايم مجالسهم عزيزاتٍ و هي
تزهى بعز الضيف و اهل الدار

من كل ديره لمّهم طيب النبا
يجنون من غرس الحديث اثمار

جزل القصيد اللي تخاويه اربعه
طيب و قدوع و دلّةٍ و وجار

الله يعز اللي ذكرت وجعلهم
يبقون في الدنيا طوال اعمار

و الله يقدّيهم و يرفع شانهم
و الآخره في جنّة الغفّار

ياربعنا هذي علومٍ شامخه
تبقى على لوح الزمن مسمار

منكم و يارثها عيالٍ بعدكم
أخيار صانو ورثهم ل اخيار

لو ما حفظنا ما تركه جدودنا
مابه ولد منّا يسمّى بارّ

و اليوم انا اطلبكم بجاه المصطفى
طلبة غيورٍ يا عزاز الجار

صونو مواريث الجدود الطيبه
تبقى على مر الزمان شعار

حذرا يعذربها دخيلٍ جاهل
خبثه يجي في هرجة العيّار

جا في جزيرتنا بليّا ماضي
يحمي الطبول و ينفخ المزمار

و اغتاض من تاريخنا و سلومنا
حتى عجز عن مثلها و احتار

قال اتركو هذي العلوم الغابره
هذي من ازمانٍ كساها غبار

الناس تتطوّر و تسبق وقتها
و تروح و انتو باوّل المشوار

ماهو من انصار الحضاره ، لكن
يخفي لباب امجادنا منشار

يحفر سراديب لعرين سباعنا
يدخل بها ذيخٍ و بوم و فار

حتى يبيع العز و يشري به ردى
و يصير لسلوم العرب سمسار

لا والله الاّ ما قواها شاربه
لو يندرج طوله ثلاث اشبار

دام ان شرواكم يشمّون الهوى
ماله على ميراثنا معبار

اقولها من موقفٍ شاهدته
ربّيّته تسخر من الدولار

فان كان جا مني خطا فالمعذره
و طبع النشاما تقبل الأعذار

حاولت ابيّن حاجةٍ في خاطري
و فتحت من ثوب الضمير زرار

و صلاة ربي عد ما هل المطر
على النبي محارب الكفّار