يزهو القريض به - حمد بن خليفة أبو شهاب

يزهو القريض به ويسمو المنطق
عيد على هام العلا يتألق

عيد ندل به على تاريخنا
فخراً بمقدمه الكريم فيشرق

تقف البصائر دونه مذهولة
لجلائل الأعمال حين تحدق

يا زائد الخيرات نهجك واضح
صاف كنبع النهر إذ يتدفق

توجت آمال القلوب بوحدة
في ظلهاعلم الحضارة يخفق

ومضيت تعلي في المحافل شأنها
حتى استقر بها المقام الأليق

للشهم راشد من قواعد صرحها
ركن عليه من النضارة رونق

بكما وبالأمراء ثم بنيكما
يحيا البناء وأهله والموثق

ما كان أحوجنا لمثلك راعياً
تحنو حنو الوالدين وتشفق

وإذا تجانف بعضنا علمته
أن التآلف بالمروءة أليق

والعدل أس الحاكمين وأمنهم
والأمن دون العدل لا يتحقق

للشعب في جنبيك ود خالص
ولك المحبة والولاء المطلق

ولك المواقف نيرات ذكرها
في لم شمل العرب وهو مفرق

أضنيت راحلة الوئام ولم تزل
حتى بأعتى نافر تترفق

فتريه كيف المعضلات تذلها
همم الرجال وعزمها المتدفق

إن الذين تفتحت أبصارهم
فرأوك تستبق الكرام فتسبق

لو أنهم قدروا فعالك ما شدا
إلا بذكرك عاطل ومطوق

ما كان أحوجنا لمثلك رائداً
تولي ووجهك بالبشاشة مشرق

غرست يداك الخير في أرجائها
فنما بها زرع وأثمر مورق

وأحلت بلقعها اليباب حدائقاً
بكرومها ونخيلها تتأنق

تتخلل النسمات فيء ظلالها
فيطيب منها المنهل المترقرق

يتنقل الغريد بين رياضها
طرباً وتبهجه الربى فيحلق

ما اجمل الدنيا بمن أحببتهم
وطن تعز به وشهم غيدق

وصديق صدق لا يكدر صفوه
واشٍ ينم ولا زمانٌ مقلق

مهما تعاقبت السنون بغدرها
والدهر ذو غيرٍ به لا يوثق

سيظل هذا الشعب يذكر زائداً
بالفضل فهو بكل فضلٍ أخلق

خذ من بدائع ما تخط يراعتي
درراً على قمم المعاني تشرق

أوحى بها قلب بحبك مفعم
والقلب حين يحب لا يتملق

ستظل في جنبي نفس حرة
للصدق في كل المواطن أسبق

فإليك من ذوب الفؤاد تحية
أزكى من المسك الفتيت وأعبق