يارنج - حمد بن خليفة أبو شهاب

والله ما يا رنج إلا العار
وقبولنا لجهوده استهتار

وسكوت أمة يعرب عن حقها
كفر ومثوى الكافرين النار

إني لأبرأ من تخاذل أمة
ما انفك يحكمها الهوى الأمار

وإذا ألم بها مصاب فادح
أمسى ردود فعالها استنكار

ضربت عليها الذلة الكبرى فلم
تأنف لقبح الذل وهو صغار

ألفت هوان النفس ثم تصورت
أن الهوان سكينة ووقار

أنا لا أقول هنا البطولة والفدا
وهناك فر الفارس الكرار

أنا لا أفضل موطنا عن موطن
فلقد تساوى يعرب ونزار

عفواً فليست أمتي تلك التي
عن دينها قد صدها استكبار

إن العروبة نخوة وبطولة
بل عفة ومروءة وذمار

فإذا تمسكت العروبة بالهدى
نهضت تبارك سعيها الأقدار

وتطلع الجبار من عليائه
فإذا تطلع نحوها الجبار

فازت بنصر لا يغادر موطنا
إلا وفيه للعلا آثار

أنا إن أفاخر بالقديم فإنما
من نروه تتكسب الأنوار

كنا بهذا الدين أعظم أمة
وأعف من عرفتهم الأمصار

حتى إذا ابتعد الكثير سفاهة
عن دينه حكمتهم الأشرار

أسفي وأكثر منه ليس بنافع
إن اللبيب بأمرنا ليحار

فكأنما نحن اليهود لذلنا
وخلافنا وهم هم الأنصار

لولا الفدائي الذي حمل الردى
في كفه لما دعاه الثار

ومضى يعبد دربنا بدمائه
إن الشهادة كفؤها الأبرار

لرأيتنا في حالة يرثى لها
حال تزيغ لهولها الأبصار

عاث اليهود بأمتي خسفاً ولا
رجعية نهضت ولا ثوار