مزمار الألم - هنادي الجودر
مجنون مزمار الألم يا المنامه
صوته تعدّى بحر هالكون و برّه
ما خلّى في وجه الخميس ابتسامه
خلاّه غارق في غبينه و حرّه
يذْهلْه تلويح الفراق و ظلامه
و امْحاصَر اطياف الحزن للمجرّه
ما بين تصديق الخبر و انعدامه
ضاعت حواس الوقت مليون مرّه
راح الذي وجه القمر في تمامه
يآخذ من انواره شبيهٍ يسرّه
(فيصل) و يرسم ذكْر اسمه علامه
تضوي خلا صدرٍ في ضلعه مقرّه
من يومه كان طوير جنّه و حمامه
ما تملك الا تقول : ( لله درّه )
حزني على قلبٍ يزحزح لثامه
كُبر المصاب اللي على العيد مَرّه
معذور دمعي لو خذلني لجامه
وإختار يسلبني ثباتي و يجرّه
ينجيني من عصف الدموع و عتامه
تسليمي بالمكتوب خيره و شرّه
لكنّي لا مرّت مليكي غمامه
يلقى في أحشائي الحزن ُمستقرّه
وادخل على الله بحق رفعة مقامه
واجدّ و اتخيّر دعائي و أبرّه
ماجور يا نبض المليك و نظامه
يسقيك من كاس الصبُر خافي ِسِرّه
و رسن الجَلَد لّي تمسكه من زمامه
يحكمْه ايمانٍ ابْصدرك تسرّه
يا رب تجعل من جنانك مقامه
روضٍ و َهب له رحمةٍ مستمرّه
محزون هذا العيد و ادري علامه
موعود بغياب الفرح و المسرّه
و الموت لا راهن على العمر و سامه
استغفر الله لو نعارض ممرّه