يتيم الجرح - إبراهيم الوافي

يتيم الجرح ..
إيه أحزنْ
ووش يبقى لامات الجرحْ
وش يبقى لمات الليل ماصلى عليه الصبحْ ..؟!
أبسأل كل من يحزنْ
ومن يبكي
متى يشكي
متى يحكي ..
إذا كان الحكي أحسنْ .!!
إذا كان العمر ثلثه يمر إحساسْ
ونصه ضاع ما بين الرجاء والياس
وباقي خمس ..
وش يفرق إذا مرَّت مع الهوجاس ..؟
***
نطرت الصبح ما جاني
ولا حتى اعتذر مني
لقيت الليل في بابي يناديني
فتحت الباب فيديني ..بقايا الجرح
سألته : ( وش علوم الصبح ؟! )
تلعثم فالكلام شوي
وشاف الجرح بين يدي
قال آنا :
لقيت الباب متواربْ
ولك مدة زمن غايب
بغيت أسأل : ( توصِّي شيء ؟!! )
عينه راقده فيديّْ
يناظر جرحي الطازج
وأنا ساذج
كلفته يِقِلّ للصبح .. ( وينه فيه ) ؟!
نطرته بس ما جاني
ولا حتى اعتذر مني
نسي إني
يتيم الجرح لكني
أبوه اللي بكى عني ..!!
***
يتيم الجرح .. إيه أحزنْ
ومين اللي فهذا الوقت ما يحزنْ ؟!!
إذا شاف المطر ..تشمت به الرمضا ..!
وشاف الموت مايأوي على المرضى ..!
مين اللي فهذا الوقت ما يحزن
إذا شاف الحَوَر فعيونْ
رمَّدها ظلام الضيّْ
ويبقى شيءْ ..؟!!
مين اللي فهذا الوقت ما يحزنْ
وأنا أشوف الزمن هارب من أحزانه
نسى لايحط عنوانه فباب الأمسْ
وأشوف الشمس
يغمر نورها وجهي وأنا ظميانْ
أدور ظلْ
أجي للكلْ .. وأسألهم
أشوف الوقت هارب من غرابيله
يخاف يطيح ..ما يلقى من يشيله .!!
أنا لحالي
رضيت بحزني الأول
ولا بيهمني التالي
خُلقت انسانْ
عطاني ربي الوهَّاب من نعماته النسيانْ ..!
وهذا آنا
أبي أنسى متى أنسى ..!!
وأبي في أمر ها النسيان ما أفكِّرْ
وأبي لوقلت أبي أنساك ما اقرر
أبي ماذكر متى بنسى
ولا بقسى
دموعي حضنها المنديلْ
وخطواتي
بديت أحْبِي فدرب الميلْ
متى بوصل ؟..!
لاحد يسأل .. !
أنا لحالي
رضيت بحزني الأول
ولا بيهمني التالي ..