ترتيلة مطر - العنود عبدالله

لحظة وطن مادامك اليوم مهجور
بامني المنفى .. وانفي الأماني

طاحت من أكتاف التعب أربع شهور
وصاحت من أتعاب الكتوف السواني

وصار الحزن شبّاك والصمت ديكور
وبكاي ترتيلة مطر للمواني

والدمع شمع ومعظم أحيان بلّور
يتمرجح أهدابي ليا من بكاني

كل ما أغني يختنق صوت عصفور
وكل ماسكت تموت فيني أغاني

وكل مامكاني يجفي أصابع النور
أشعل أصابيعي وأجفي مكاني

ومن كثر مانا طاغية حسّ وشعور
مابي هلي يدرون أني أعاني

أطلع أبروز ضيقتي فآخر السور
ايلين تبكيني السكك والمباني

وارجع وألقى ياوطن ضيق منثور
اسمع ولاتنثر دموعك عشاني

طفلتك ماتملك سوى حلم محصور
وشوية ألعاب وحكايا مواني

تحضر غياب وتلتحف غيبة حضور
ينسونها وتقول محدٍ نساني

تحلم وتخنق حلمها وحشة الدور
والمدرسة وهواش أبلة تهاني

وعلى كثر ما ابلل أطرافها نور
تفرد أصابعها وتطفي معاني

وعلى كثر ماتترك الصبح ممطور
تذبل لأن الصبح دايم أناني

مامات من برد الصباحات عصفور
بس هي ماتت من كثر ماتعاني