عابر - صباح الحكيم
أتى ذات يومٍ نسيمُ موقَّرْ
و ألقى بكأسَي نبيذ مُسَكَرْ
فأحيا بعينِ الوجود المعنى
و صار فؤادي لطيفه يُذكرْ
فما كنت أدري بان شذاهُ
إذا طافَ قلبي أذوب واسكرْ
و يذبل غصني بحبه حتى
أصير أسيرةَ وجدٍ وأكثرْ
فبات يناجي جفون الليالي
يصب رحيق الوداد كمرمرْ
و أينع عندي زهور البراري
فأيقظ شمس الأماني و نورْ
تغنى بلحنٍ لأزهار دوحي
فذاب فؤادي بخمرٍ و سُكرْ
وحين هواه تمكن مني
تهاطل دمعي، و لوني تغيرْ
فراح يلملمُ عطر الأماني
و شهد وصالِ الوداد المعطرْ
و يُبعد عني لذيذ الأغاني
فزادت شجوني وصمتي تكسَّرْ
وصرتُ حزينةَ وجدٍ سباني
أداوي جراح الفؤادِ المدمَّرْ